إن لون البشرة لا يصيب العقول أو يصلح منها، بل يجعل ضحايا الكراهية أكثر انفتاحًا أو عنفًا, هو بالضبط ما تجسده الروايات التي اتخذت من العنصرية واضطهاد السود موضوعها, وبما أن كثيرًا من الروائيين السود كتبوا عن العنصرية كتمهيد لطريق الفوز بنوبل إلا أنك تجد أصدق من كتبوا عن صعوبات بحياة شاب أسود هم من يشاركونه نفس اللون.
1- “جريسلاند” كريس أبانا
في كوخ قذر بنيجيريا يسكن غيتو الفنان الصغير مع أب مدمن للكحول وزوجة أب سيئة الخلق، لكنه استطاع ملء أيامه بصخب الموسيقى الأمريكية وحركة أفلامها لينتحل شخصية كل بطل شجاع ومنتصر ويلتهم الكتب والروايات ينتظر فرصة أداء الأدوار الخارقة على المسرح.
عمل غيتو مع فرقة متنقلة لجذب السياح واستخدم الماكياج لتغيير لون بشرته للأبيض بعد نفور الأمريكان منه, ولكنه رغم الدولارات التي بدأت تنهال عليه منهم إلا أنه يشعر بالمهانة واليأس كلما سعى للاقتراب من السياح حتى تخلى عن حلمه وسعى لعالم الجريمة حيث قليل من الجهد وكثير من المال.
تجسد الرواية حياة النيجيريين بعد الاستعمار، حيث بزوغ زخارف الثقافة الأمريكية المزيفة، وفقدان كثير من النيجيريين هويتهم الحقيقية.
لمتابعة الرواية على موقع Goodreads.
2- “شارع الأخوات السود” شيكا أونجواي
الرواية التي تكشف وهم الغرب والسفر إليه وتبيد الحلم من عيون الأفارقة, ففي قصة مؤرقة تغادر أربع نساء وطنهم الأفريقي لثروات أوروبا ليقابل أحلامهم سوء حظ كبير, فبعد بحث عن عمل لم تجد السيدات بُدًّا من قبول عرض صاحب ملهى ليلي بالوقوف كل ليلة مطأطآت الرأس في أحد الجوانب، ربما ينلن إعجاب أحد رواد الملهى، لكن لم يصبهن سوى السباب وخسارة أجر كل أسبوع لاختلاق الزبائن مشاكل معهن بسبب لون بشرتهن.
فجأة ودون إنذار فقدت السيدات الأربعة إحداهن في جريمة قتل، ليبدأ تهديدهن بالقتل جميعًا إن لم يرحلن عن الحي أو إبلاغ الشرطة، وجعل التهديد كل واحدة منهن تحكي سببها في ترك ريف أفريقيا، وقصصًا عن الحب والتشريد والوحدة.
لمتابعة الكتاب على موقع Goodread.
3- “أحلام فتاة سمراء” جاكلين ويدسون
أرادت جاكلين مشاطرة الجميع مشاعرها كفتاة من أصل أفريقي تعيش بأمريكا في ستينيات القرن الماضي، مع وعي متزايد بحركات الحقوق المدنية، لتصف مشاعرها في قصص مطعمة بقصائد قوية ومنفعلة لطفلة تبحث عن مكان لها في هذا العالم كي تنتمي له، لتقف دائمًا مترددة بين منزلها بنيويورك ووطنها الأصلي.
تحكي جاكلين ما كان عليه وضع سود أمريكا وهي طفلة, تلك المعاناة التي استمرت ولم تجد منفذًا سوى كتابة الشعر والقصص، لتجد فيهما صوتها الخاص، وتخلق كاتبة مشهورة من فتاة موهوبة تعبر عن قضايا كبرى وتكتشف ذاتها.
للاطلاع على الكتاب من موقع جودريدز اضغط هنا.
4- “عذراء إكسلسيور” زاكس مدى
وبصوت ساخر وذكي كتب زاكس عن العنصرية بجنوب أفريقيا بعد قوانين الفصل العنصري، والتي نهت عن اختلاط الجنسين الأبيض والأسود, فيحكي الكاتب عن نتائج قوانين الحكومة والأحداث السياسية قبل وبعد الفصل، ليكون الخوف من السقوط تحت طائلة القانون محور الأحداث.
في عام 1971، كانت أول ضحايا القانون 19 سيدة سوداء تورطن مع رجال بيض, أصغر النساء هي مادونا الجميلة ابنة عرق مختلط ومتهمة بإقامة علاقة في السر مع حبيبها ومحاولة الهروب معه, مع قصص الرقابة الحكومية والتلصص على المجتمع الريفي واتهام فتياته بالعهر.
لمتابعة الكتاب على موقع Goodreads.
5- “هجمة في الريح” سيغو سيبمالا
عن واقع كل طالب وشاب جنوب أفريقي ونضاله اليوم سجل سيمبالا الأدب النضالي الجنوب أفريقي عن الحياة اليومية في مدينة سويتو في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي تحت الاحتلال. تأتي الرواية بقصة طلاب ثانويين مطاردين من رجال الشرطة بعد أن طردوا من مدارسهم إثر إضراب الطلاب الشهير في سويتو 1976, ودون أن يتطرق الكاتب لتفاصيل حول تلك الأحداث معتقدًا أن العالم قد سمع بها من الناحية التاريخية لينتقل سريعًا لأجواء الطلاب غير الراغبين في الحديث عن الخلفيات السياسية لحدث يعرفونه.
أهمية الرواية في النضال اليومي للطلاب ضد النظام الذي يمارس عليهم أشكال التمييز العنصري، مستخدمًا القمع والعنف، ليقوم الطلاب بتشكيل جماعات نضال سري تطارد الشرطة وتربكها برمي قنابل المولوتوف على المباني الرسمية، ثم يكملون النضال بتنصيب زعيم، وإشعال لحظات الانتصار فرحة حتى ينظر كبار الحي لهؤلاء الصغار كمثل حقيقي للمناضل، حتى القبض على هؤلاء الشبان.
للمزيد حول أدب سيغو سيمبالا اقرأ مقالة إبراهيم العريس.
6- “خطاب طويل جدًا” مرياما با
لم تتحدث مريما كامرأة أفريقية (سنغالية) مسلمة، لكنها كانت كل امرأة تعيش اضطرابًا داخليًّا بمنتصف العمر، وصراعًا خارجيًّا مع الجنس الآخر, فبعد زواج استمر عقدين أبلغها أحد الأقارب بزواج زوجها من أقرب صديقات ابنتهما، حتى غادر للعيش والاستثمار في المدينة وتركها ترعى أبناءه الاثني عشر.
تعرف الزوجة أن اختلاف لون بشرتها عن العروس الجديدة هو السبب في مجتمع يبارك تعدد الزوجات، ليتركها زوجها تعمل من أجل أطفالهم حتى جحظ عظمها، لتعود القصة من جديد تحكي عن تأثير المجتمع على كل امرأة من بطلاتها، فتظل الزوجة الأولى محبة لزوجها، وتتمرد ابنتها على لون بشرتها السمراء، والتي لا تؤهلها لزيجة مثل صديقتها وزوجة أبيها.
لمتابعة الكتاب على موقع Goodreads.