ديزني لم تكن تروي قصص أميراتها وأشهر شخصياتها بأحداثها الأصلية. فالروايات الأصلية التي كانت إما من انتاج الاخوان ”غريم“ (حيث بدأ الاخوان بجمع الحكايات الشعبية الالمانية ومن بينها تلك التي عرفناها من خلال ديزني) أو من ابتكار هانس كريستيان اندرسن (Hans Christian Anderson) وهو أحد أشهر المؤلفين، وكانت رواياته موجهة للأطفال والراشدين على حد سواء، غير أنها لم تثر اهتمام الاطفال — وهذا ما سيتضح أنه أمر طبيعي بعد ما سنتعرضه في هذا المقال — وكانت تتصف بالسوداوية بالدرجة الاولى.
مع أن ديزني لم تتبنى الروايات باحداثها الأصلية، ولكن المقال المرفق من شأنه أن يوضح مدى السوداوية التي تتصف بها بعض القصص التي كبرنا عليها، من بياض الثلج الى سندريلا والحورية وغيرها
بياض الثلج Snow white
في القصة الأصلية لبياض الثلج والأقزام السبعة، لم يكن تعثّر الساحرة ووقوعها من على المنحدر هو ما انهى حياتها؛ بل انتقام بياض الثلج نفسها هو ما أدى إلى ذلك.
بعد انقاذ الامير لمحبوبته، بدأ الاثنان بتحضيرات الزفاف. وكانت الشريرة التي حاولت تسميم بياض الثلج بواسطة التفاحة مدعوة إلى الحفل. وطبعاً لم تتردد بالحضور، فهي لم تكن لتفوت مثل هذه الفرصة. ولكن ما لم تكن تعرفه أن ما كان بانتظارها هو العقاب، أو بالأحرى ”الانتقام“، فقد اُجبرت على ارتداء حذاء حديدي مُحمى مسبقاً على النار والرقص فيه حتى الموت.
اتضح أن بياض الثلج لم تحتفظ ببياض قلبها بعد كلّ شئ!
سندريلا Cinderella
من شاهد فيلم ”داخل الغابات Into the Woods“ هو على علم بالنهاية الأليمة للاختان غير الشقيقتان. وهذا ما يختلف به الفيلم عن القصة الأصلية، فبالقصة الأصلية، بعد ما علمت الاختان بنية الامير بالبحث عن صاحبة الحذاء كوسيلة لاكتشاف هوية الفتاة التي وقع في حبها في الحفل الراقص، لجأت كل منهما إلى عدة طرق من أجل أن يتناسب مقاس رجلها مع الحذاء ، فعمدت إحداهن إلى بتر احدى أصابع قدميها بينما قامت الاخرى بتقطيع كعب رجلها.
وطبعاً، فقد كشف الأمير لعبتهما وعلم أن سندريلا هي من أمضى ايامه بالبحث عنها. ولكن القصة لم تنتهي هنا، فبعد أن أُقيم حفل الزفاف التي دُعيت إليه الاختان انتهى بهما الامر بفقأ اعينهما من قبل الطيور كنوع من العقاب.
الحورية The Little Mermaid
كانت الحورية ذات الشعر هي الاسوأ حظاً على الاطلاق، ولحسن الحظ أن ديزني لم تتبنى الاقصة الاصلية بحذافيرها. ففي القصة الاصلية لـHans Christian Anderson، عانت الحورية من نهاية مؤلمة باعثة للتشاؤم والكآبة، ففي الرواية الاصلية؛ لم يكن من المسوح للحورية أن تعود الى شكلها الأصلي والرجوع إلى المحيط في حال ما قررت التراجع عن قرارها كما يظهر في الفيلم. في الحقيقة كان عليها أن تموت! وبما أن الحوريات مخلوقات خالدة، فالموت بالنسبة لهن يعني التحول الى زبد البحر، وحرمانهم من الحياة الهنيئة بعد الموت.
هذا بالاضافة إلى أن عملية تحولها من حورية إلى انسان لم تكن بتلك البساطة التي أظهرتها ديزني في فيلمها، أي لم تكن فقط عبارة تحول الزعانف إلى أرجل بفعل سحر ما. ما يحدث حقاً هو أن خلال عملية التحول إلى انسان فكلّ خطوة تقوم بها أشبه بالمشي على الزجاج.
لم ينته الأمر هنا، فالأمير النبيل التي وقعت في حبه لم يكن نبيلا في نهاية الأمر، ذلك أنه تركها من أجل امرأة أخرى، كما أجبرها على الرقص في زفافه. ليس من الممكن أن يسوء الامر أكثر من ذلك، لا؟ في الواقع بلى ممكن. كان خيار ”آريل“ الوحيد هو أن تقتله إذا ما أرادت أن تعيش. غير أن حبها له كان اكبر من أن يسمح لها أن تُقدم على مثل هذا الفعل. وتنتهي القصة بتحول الحورية إلى زبد البحر.
ربانزل Rapunzel
إن القصة التي جميعنا نعرفها عن صاحبة الشعر الطويل؛ والتي تعود إلى مؤلفات الاخوان غريم، مختلفة عن القصة الاساسية إلى حد ما، فربونزل ينتهي بها الأمر بأن تحمل من الأمير بعد إحدى زياراته لها. وبعدها تقوم الساحرة الشريرة بقص شعرها الطويل واجبارها على حزم اغراضها ومغادرة البرج بينما تقوم هي بانتظار الأمير، وبمجرد أن يتسلق شعرها يكتشف بأن الساحرة هي من كانت بانتظاره وليس ربونزل، فينزلق ويصيب الشوك المتواجد في أسفل البرج عينيه.
غير أن النهاية تُعد من النهايات السعيدة نوعاً ما بعد أن وجد الأمير ربونزل بعد سنوات من البحث وشفائه بمساعدة دموع حبيبته، ولكن تبقى القصة التي اعتدنا عليها أفضل بكثير.
أحدب نوتردام The Hunch Back Of Notrdam
القصة التي نعرفها جميعاً حول الغجرية ازميرالدا والقائد فيبوس من حبهما لبعض بمساعدة كوازيمودو والإنتقام من اللورد فرولو وانتهائها بزواج فيبوس وازميرالدا فهي تختلف تماما عن القصه الحقيقة للكاتب الفرنسي فيكتور هوجو حيث ان في القصة الحقيقية قامت ازميرالدا بإنقاذ فيبوس من موت محقق واتهمت بأنها قتلتة رغم وجودة في بيت محبوبتة ومشاهدته لازميرالدا تواجه العقاب ولم يحرك ساكنا ويتم دفنها وبعد بضعة ايام يجد الناس كوازيمودو بجانب قبرها ميتا حزنا عليها لانه كان يحبها