كثيراً ما ذاع صيت تطبيق Lumosityفي عالم ألعاب التدريب العقلي، الذي يستخدمه أكثر من 85 مليون شخص حول العالم، والذي يعزز من الوظائف الإدراكية لدى البشر؛ مثل الذاكرة، والانتباه، وفق ما يقوله مبتكروه.
لكن دراسة جديدة توصلت إلى أن ألعاب تمارين العقل، كالتي يقدمها Lumosity، ربما لا تعزز من قدرات التفكير الكلية لدى البشر، أو تساعدهم في أن يتخذوا قرارات "أذكى".
وبحسب ما نشره موقع live Science، فقد حلل الباحثون معلومات استُخلصت من 128 شاباً بالغاً وُزّعوا توزيعاً عشوائياً ليلعبوا إما ألعاب Lumosity وإما ألعاب الفيديو على الحاسوب لمدة 10 أسابيع.
وأشار الباحثون إلى أن دراستهم تتضمن الشباب الأصحاء البالغين من العمر 18-35 عاماً فقط؛ لذا فمن غير الممكن أن يكون لدى ألعاب التدريب الإدراكي تأثير أقوى بين الأطفال، والبالغين الأكبر سناً، والأشخاص الآخرين الذين يعانون مشكلات صحية محددة.
لا تأثيرات على نطاقٍ واسع
وتوصلت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين لعبوا ألعاب Lumosity تحسنوا في هذه الألعاب المحددة. لكن هؤلاء الأشخاص لم يتحسن أداؤهم في الاختبارات القياسية للذاكرة، أو الانتباه، أو المهام الإدراكية الأخرى، وذلك عند مقارنتهم مع الأشخاص الذين لعبوا ألعاب الفيديو.
كما فشل الأشخاص الذين لعبوا ألعاب Lumosity في عرض اختلافات حدثت لنشاط العقل خلال ممارسة مهام اتخاذ القرار داخل أحد المختبرات، كما لم يكونوا أقل عرضةً لأن يتخذوا قرارات خطيرة أو متهورة، عندما قورنوا بالآخرين الذين لعبوا ألعاب الفيديو.
وتوصلت النتائج إلى أن ألعاب تمارين العقل التجارية المشار إليها "لا تمتلك، على ما يبدو، أي تأثيرات أكثر من التأثيرات القياسية لألعاب الفيديو" على النشاط العقلي واتخاذ القرارات والإدراك لدى الشباب البالغين، وذلك حسبما كتب الباحثون من جامعة بنسلفانيا الأميركية بالعدد الصادر في العاشر من يوليو/تموز لمجلة Science News لعلوم الأعصاب.
وقال الباحثون إنه ورغم الادعاءات التي أطلقها مبتكرو ألعاب تمارين العقل، لم يتضح ما إذا كانت هذه الألعاب تساعد بالفعل في التفكير العملي الواقعي لدى الأفراد أو ما إذا كان الأشخاص الذين يلعبونها يتحسنون في إتمام المهام المحددة باللعبة وحسب.
ركيزة ضيقة
وكانت مختبرات Lumos (التي اضطلعت بمهمة تصميم ألعاب Lumosity) قد دفعت مليوني دولار عام 2016؛ لحسم التهم الموجهة ضدها بالدعاية الزائفة من قِبل لجنة التجارة الفيدرالية.
وقالت Lumos في بيانها الذي أصدرته لموقع Live Science، إن الدراسة الجديدة بحثت في فكرة جديدة؛ وهي ما إذا كان التدريب الإدراكي يرتبط باتخاذ القرار أو حساسية المخاطر؛ إذ تشجع الشركة الأبحاث الجديدة، وهذا هو السبب في إمداد الباحثين بإمكانية الدخول إلى برنامج تدريب Lumosity مجاناً من أجل الدراسة.
وجاء في البيان أيضاً: "لكنها قفزة عملاقة أن يُقترح أن هذه الدراسة تثبت عدم أفضلية التدريب الإدراكي على ألعاب الفيديو في تطوير الوظائف العقلية"، مثلما يقترح الباحثون القائمون على هذه الدراسة.
وأشارت مختبرات Lumos إلى أن الدراسة تسلط الضوء على ركيزة ضيقة وأن كثيراً من الأسئلة تبقى بلا إجابة، ومن ضمنها "كيف؟ ولماذا؟ وفي أي الظروف يُعتبر التدريب العقلي فعالاً؟"