اكتشف علماء الآثار مقابر حجرية قديمة يعود تاريخها إلى أكثر من 4 آلاف سنة، في الصحراء السوداء بالأردن.
وعُثر على المقابر في منطقة جبل قرمة، من قبل فريق باحثين هولنديين. ووصف أحد المستكشفين الأوائل هذه المنطقة المدمرة، بأنها أرض "النار الميتة".
ويمكن أن يسلط هذا الاكتشاف الضوء على تاريخ التواجد البشري في المنطقة، على مدى آلاف السنين، فضلا عن الظروف التي تعرضوا لها.
وبالرغم من أن الكثير من الناس عاشوا في جبل قرمة، إلا أن مناخه غير مناسب حاليا للعيش، حيث يوجد عدد قليل جدا من البشر يعيشون هناك.
ويهدف أحدث الاكتشافات التي قام بها مشروع المناظر الطبيعية في منطقة جبل قرمة، الذي تقوده جامعة ليدن في هولندا، إلى دراسة شمال شرق الصحراء البركانية البازلتية الواسعة في الأردن.
وتمكن الباحثون من اكتشاف أدلة قيمة حول التاريخ البشري في المنطقة، حيث يعتقدون أنها كانت غير مأهولة تقريبا، لفترة تتراوح بين 1500 و2000 سنة تقريبا.
ومن هذه الأدلة، مقبرة تحتوي على 50 مجموعة من ركام الحجارة، والمدافن غير المستخدمة منذ حوالي 4 آلاف سنة.
ولكن الأبحاث الأخيرة تظهر أن الناس عاشوا في المنطقة مرة أخرى، خلال القرن الأول الميلادي، وفقا لتقارير لايف ساينس.
وقال الباحثان، بيتر أكرمانز، وميرل برونينغ، من كلية علم الآثار بالجامعة: "يبدو أن التخلي عن المقبرة تزامن مع الانسحاب الجماعي للسكان من منطقة جبل قرمة".
وتقول نظرية أخرى، إن الناس استمروا بالعيش في المنطقة، دون وجود أدلة فعلية على تواجدهم سابقا. وأوضح الدكتور أكرمانز، أن سكان الجبل لم يعودوا، لأنهم لم يغادروا.
وأضاف أكرمانز: "من الواضح أن تغير المناخ أو ما شابه، كان جزءا من سبب الهجرة المحتملة، ولكننا لا نمتلك البيانات لدعم أو نفي هذا الأمر. كما أن البحث في الظروف البيئية والمناخية المحلية، يعد أحد أهدافي البحثية في صحراء جبل قرمة".
ويبدو أن العديد من المقابر مغطاة بأكوام من الحجارة التي تسمى "كيرنز"، كما تغطي المواقع الأخرى "مقابر برجية" أكثر تعقيدا، وفقا للتقرير.
وشيد بعض المقابر بالحجارة التي تزن أكثر من 660 باوندا (300 كلغ)، حيث يرجع تاريخها إلى أواخر الألفية الأولى قبل الميلاد.
وكان يعتقد أن المقابر البرجية علامة على الثروة والمكانة، ولكن يشير العدد الهائل المكتشف منها منذ ذلك الحين، إلى غير ذلك.