إن كنت أحد محبي الأطباق البحرية والمُولعين في تناول كافة أصنافها، فمؤكد أنك تناولت من قبل طبق اللوبستر أو الكركند كما يُعرف بالعربية. لكن هل شاهدت من قبل طريقة طهيه الصحيحة؟
إن كانت إجابتك نعم، فلعل طريقة الطاهي في تحضير الكركند أثارت فضولك كونه يضعه في مياه السلق المغلية وهو حي! صدق أو لا تُصدِّق، هذه هي الطريقة الصحيحة في تحضير الكركند! لكن ألا يُعتبر ذلك غير إنساني؟ وإن لم يكن كذلك، هل يشعر الكركند بالألم عند وضعه في ماء مغلي؟
لماذا يُطهى الكركند وهو حي؟
اللوبستر وغيره من أصناف المحار يحتوي على البكتيريا الضارة بشكلٍ طبيعي في لحومهم. وبمجرد وفاة الكركند أو جراد البحر، فإن البكتيريا الضارة تتكاثر بطريقة مجنونة وتُصبح بأعداد هائلة مُطلقةً سموم مختلفة لا يُمكن تدميرها والتخلص منها عبر الطهي حتى على درجات حرارة مرتفعة!
لهذا السبب، ومن أجل تفادي حدوث تسمم غذائي، يتم طهي اللوبستر وهو حي في ماء مغلي عادةً ويموت أثناء الطهي! سببٌ آخر يجعل عملية طهيه وهو حي أفضل أن اللوبستر يتحلل سريعًا بمجرد موته ويُصبح لحمه طريًا.
هل يشعر اللوبستر بالألم عند طهيه حي؟
وفق ما يقوله العلماء، فإن طريقة شعور اللوبستر بالألم وتفاعله مع عملية طهيه تختلف عن الطريقة التي يُدركها الدماغ البشري. ويُمكن القول أنه لا يشعر بالألم بالطريقة التي نصِف هذا الشعور فيها.
فاللوبستر إلى جانب أنواع مختلفة من جراد البحر والمحار، لا يمتلك دماغًا حقيقيًا. لذلك، فإن طريقة تفاعله مع الألم مختلفة تمامًا.
لكن يُمكن القول أن اللوبستر يتفاعل مع تلف الأنسجة على مستوى الجسم والهرمونات. فمن الواضح أنه قادر على الكشف عن الألم في بعض المستويات.
كما توصَّل العلماء إلى أن الهرمون الذي يُطلقه اللوبستر في مجرى الدم أثناء تفاعله مع قتله عبر طهيه حيًا، وهو هرمون الكورتيزول، هو نفسه الهرمون الذي يُنتجه البشر عندما يتعرضون للأذى.
ولعل أكثر إشارة أو علامة تدل على انزعاج اللوبستر هي ارتعاش الذيل والذي تطوَّر كردة فعل منعكسة لمحاولة الهرب.
ووجد الباحثون في جامعة “مين” أن وضع جراد البحر في ماء مُثلج مدة 15 دقيقة قبل إسقاطه في الماء المغلي يُقلل من فترة ارتعاش الذيل إلى “20 ثانية” عبر تخديره.
وإن كنت تظن أن عملية طهي اللوبستر بهذه الطريقة مؤلمة وغير إنسانية، فإن بعض الدول حظرت طهيه حيًا كألمانيا على سبيل المثال، واشترطت أن يتم قتله بسكين عبر طعنه في مكان معين قبل الغليان. هذه الطعنة لن تكون كفيلة بقتله، لكنها على الأقل ستعمل على تخديره جزئيًا ليقل شعوره بالألم.