الحامل: غذاء صحي أو ريجيم
توصلت دراسة جديدة متعلقة بالتوصيات الغذائية للنساء الحوامل إلى أن الأكل الصحي والتحكم بالسعرات الحرارية خلال فترة الحمل يمكن أن يساعد في منع مضاعفات الولادة. وأفاد الباحثون أيضا أنه يمكن للنساء الحوامل اللواتي يعانين من زيادة الوزن أو السمنة أن يفقدن الوزن بأمان عبر تحسين عاداتهم الغذائية وليس عن طريق اتباع ريجيم قاسي.
وهذه الدراسة التي تم تمويلها من قبل المعهد الوطني للصحة في المملكة المتحدة و التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية (BMJ)، استندت على نتائج أبحاث أجريت على أكثر من ٧٠٠٠ إمرأة. وخلصت الدراسة إلى أن ٤٠ في المئة من النساء في أوروبا وأمريكا الشمالية، اكتسبن وزن أكثر من الوزن الطبيعي للحمل. وهذا يمكن أن يسبب عدداُ من المشاكل الصحية المرتبطة بالوزن الزائد.
اتباع نظام غذائي صحي بدلاً من “الأكل لشخصين” يمكن أن يساعد في منع خطر المضاعفات التي تحدث أثناء فترة الحمل. وفي الوقت نفسه، لا تنصح التوجيهات الحالية اتباع ريجيم لانقاص الوزن خلال تلك الفترة. كما تحذر أن الحد من السعرات الحرارية لغرض إنقاص الوزن خلال فترة الحمل قد يضر بصحة الجنين. المطلوب في الحمل هي زيادة صحية للوزن وليس إنقاص الوزن.
إن عادات الأكل الصحية مهمة في سائر مراحل الحياة ولكنه يصبح أكثر أهمية للحوامل والنساء المقبلات على فترة الحمل . فإن إتباع نظام منخفض السعرات الحرارية وذو قيمة غذائية عالية مفيد للأم والطفل معا. هذا النظام يتضمن الكثير من الفواكه الطازجة، الخضروات، الحبوب الكاملة، منتجات الألبان القليلة الدسم، ومصادر البروتينات قليلة الدسم. في حين لا يوجد حمية غذائية مختصة بالحمل ،غير أن التوازن في نوعية وكمية المواد الغذائية للأم هو المفتاح الأساسي للصحة السليمة.
إن معظم النساء تشعرن بجوع أكثر أثناء الحمل، الأمر الذي يؤدي الى تناول وجبات دسمة في بعض الأحيان. للحد من هذه العادة ننصح بتناول ٦-٧ وجبات صغيرة يوميا بدل ٣ وجبات. فهذه الوجبات الخفيفة الصحية يمكن أن تمنع الجوع المفاجئ. كما أن تقسيم الوجبات بهذا الشكل يقلل من الغثيان، نقص الشهية أو عسر الهضم الذي تصاب به الحامل.
وجود مصادر جيدة من البروتين، حمض الفوليك ، الكالسيوم، الحديد وكذلك الفيتامينات والمعادن أساسي. جدير بالذكر أن إتباع نظام غذائي نباتي صارم خلال فترة الحمل ممكن أيضاً طالما يتُم الحفاظ على كميات كافية من البروتين الكامل. ولتجنب النقص الغذائي ، ويمكن تناول بعض الفيتامينات أو المكملات. ولكن قبل تناول هذه المكملات الغذائية ، يجب على المرأة الحامل استشارة الطبيب. الشيء نفسه ينطبق على العقاقير والأدوية.
وهناك أيضا بعض الأطعمة التي ينبغي تجنبها تماما أثناء الحمل. مثل المأكولات البحرية النيئة مثل السوشي، اللحوم غير المطبوخة جيداٍ، البيض النيء (في مرق التوابل والصلصات)، الحليب غير المبستر و الجبن المصنوع من الحليب غير المبستر، لإحتمالية أن تنقل البكتيريا التي يمكن ان تضر الجنين . قد يكون بعض أنواع الأسماك به كميات عالية من الزئبق و الميثيل من التلوث البيئي. وقد تبين أن آثار المعادن مثل الزئبق يمكن أن تكون ضارة للمخ والجهاز العصبي النامي للأجنة وللرضع . لهذا السبب، فإن إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية (FDA) تنصح النساء الحوامل التخفيف من استهلاك الأسماك لحصتين في الأسبوع. كما أنصح دائما المرأة الحامل أو المرضعة الإبتعاد عن الأسماك الكبيرة مثل التونا التي تحتوي أيضاً على نسب عالية من الزئبق.
كما ينصح بتخفيف الكافيين، بما في ذلك القهوة، الشاي، الكاكاو، الكولا والشوكولاته . فأفضل الخيارات لتناول المشروبات هو الكثير من الماء غير المعالج بالكلور، عصائر الفاكهة المصنوعة من الفاكهة الحقيقية و الحليب القليل أو الخالي من الدسم . ينبغي التخفيف من السعرات الحرارية الفارغة أي التي لا تحتوي أي قيمة غذائية و العالية بالسعرات مثل المشروبات الغازية التي لا تنفع الأم أو الجنين .
أخيرا وليس آخراً، لتعزيز العادات الصحية أنصح التخلص من الأطعمة غير الصحية في الثلاجة و المطبخ و استبدالها بأطعمة صحية لتجنب الإغراءات.