رسالة الى ولدي الشهيد ...
ارفع يديك بعلامة النصر
نعم يابني فلقد انتصرت
وقبل أن يعلن بيان النصر
أحسبك الآن فرحا منتشيا
ولو كنت حاضرا -- وانت كذلك -- لخرجت مع الشباب محتفلا بروحك المرحة وبضحكاتك الساحرة وبمشاكساتك اللذيذة
نحن فرحنا بنصركم يابني
وان كان يعز علينا فراقكم
وأحسسنا أن دمك لم يذهب سدى ما دام أسفر عن نصر أشاع هذا الفرح في ربوع الوطن ...
لم يجبرنا أو يجبرك أحد على قطع هذه المسافات والذهاب من البصرة إلى الموصل .. يكفي أننا نهضنا استجابة لفتوى مرجع حكيم جامع للشرائط الفقهية والوطنية دعى للتصدي لمن أراد هتك الأعراض وانتهاك المقدسات فكان خيارنا أن نكون في معسكر أصحاب الحسين وهيهات منا الذلة ..
ولنفتخر أننا أخذنا بوصية أمير المؤمنين عليه السلام ..
ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا
فبدمك ودماء إخوانك دفعنا جيش معاوية ويزيد عن مدننا ومقدساتنا
لم يكن ما كان منا ومنك رغبة في مال أو منازعة في سلطان ولا دفاعا عن عنوان أو أشخاص مهما كانوا ..
ولولا فتوى الجهاد ما سمحت لكم بتخطي عتبة الدار وقد كان شرطي أن تكونوا ضمن تشكيلات العتبات المقدسة فهي أقرب إلى المرجعية من غيرها وهذا ليس قدحا بأحد لكنها قناعة شخصية نحن مسؤولون عنها أمام الله
طوبى لكم أيها الشهداء السعداء ورزقنا الله شفاعتكم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ...