الفاشية والنازية.. الفرق بينهما
المقدمة:
الفاشية والنازية .. مفهومان يكدا ان يكونا وجهان لعملة واحدة، مذهبان مختلفان بالمسمى ، متشابهان بالمميزات والخواص، فكلاهما ظهرا في نفس الوقت وكلهما يتبعان منهج الاستعباد والسيطرة التامة، واستخدام العنف والحرب للوصول للسلطة والثروة، كان للفاشية دور كبير في اطراء التغيرات على المجتمعات الانسانية، كما هو حال النازية، وهذا الدور لم يكن بالايجابي بس على العكس فقد كانا سبب لقيام الحروب والكوارث وللدمار وسخط الشعوب وزيادة مشاكلها، وذلك على نقيض ما كانت تدعيه من اصلاحات ووعود لشعوب مستقرة أمنة، لم تنتهي الفاشية والنازية بعد سقوطهما، فقد ظل اتباعها يحاولون اقامتهما مره اخرى والى هذا اليوم وهما موجودتان وتجتاحان العالم ولكن بمسميات اخرى وبطرق مخفية، لكن الهدف واحد والمبدئ لا يختلف، هذا المقال سيناقش مفهوم ومبادئ هذين الحزبين ومعرفة وجه التقارب بينهما وما هي الاضرار التي ترتب عليهما.
مفهوم الفاشية والنازية :
بالبداية يجب ان نفرق بين كل من مفهوم كل من الفاشية ومفهوم النازية، والفاشية تعني "جماعة أو رابطة سياسية عادة ما تتكون من اشتراكيين." (النجفي، 1977، ص. 123)، زعيمها موسوليني في ايطاليا. أما النازية فهي حركة سياسية ذات طبيعة شمولية تأسست تحت اشراف ادولف هتلر في المانيا عقب الحرب العالمية الاولى.
وجه الشبه بين الفاشية والنازية:
ظهرت الفاشية مابين الحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية كما هو حال النازية، وكانت الفاشية تقوم على مبدأ الالوهية في القائد، اي ان الزعيم يملك الحق المطلق في استعباد الناس وتسخيرهم لخدمته ولمصلحته ومصادرة حرياتهم ، فالفرد تجب عليه الطاعة العمياء لا يملك حرية، ولا ملكية له، وذلك لنجاة الامة مصلحتها كما يدعي هذا المذهب، و النازية نادت للتعصب للعادات في المانيا والقيم التي تتمتع بها، وكان حالها من حال الفاشية فهي تعتبر القائد هو الرب الذي يمتلك الحق في الهيمنة، وان الالمان فقط لهم الحق في الرفاهية والحياة الجيدة ، وقد استخدم كلا المذهبين الاعلام ووسائله من مقالات واذاعة ومنشورات لاستماله الشعب للانظام الى كتائبهما، " وتحتل نظرية العرق الصافي، سواء أكان الجرماني أم الروماني، موقعا خاصاً في شحن الجماهير بعصبية خاصة، بالنظر إلى اعتبار أن هذين العرقين يتمتعان بإصطفائيه خاصة ومتميزة عن سائر الشعوب التي تقع في منزلة أدنى منهما." (غزال، 2012). ويتخذ هذان المذهبان اسلوب التصفية للحصول على على العرق الصافي الذي يخلو مما يعكره مما لا يريد الانضمام الى كتائب الحزب،واحلت العديد من الامور التي توصف بالغريبة على تلك المجتمعات مثل تعداد الزوجات وارتكاب الفاحشة بهدف الانجاب، وعزل الحالات الصحية والذين يعانون من الامراض ليقتلوا بعد ذلك لعدم فائدتهم.
وصف لكتائب مذهبا العرق الصافي:
يعتبر القميص الاسود هو الزي الرسمي لحزب موسوليني واتباعه الفاشيين والتي تعبر عن حركة الفوضويين، وهو زي العمال في اقاليم ماركي وايميليا، وكان العلم الاسود الذي يحمل رسما لجمجمة هو شعارها، وكانت الكتائب ذات طبيعة قوية مستبدة مدربة تدريب عالي ، كانوا قساة لا يرحمون اعدائهم ، يهتفون بجمل عسكرية خاصة بهم بصوت موحد، اما النازية فكان رداء حزبها هو القميص البني، والعلم الذي يعتبر راية الحزب هو علم ذو لون احمر بوسطه صليب معقوف باللون الاسود، وكان جيش هتلر شعب قاسي مهيب يخافه اعدائه لا يتمتع بالرحمة ويعمل على تصفية اعدائه بقسوة.
مبادئ الفاشية :
مبادئ الفاشية تتمثل في ان الفاشية هي القوى العظيمة المهيمنة ولو على حساب الافراد والمجتمع، وان السلام الدائم حلم لا يمكن ان يكون حقيقة الا نادرا، ولا مكان للحرية في حياة الفرد، وان للفرد وظيفة حتمية عليه وهي خدمة المجتمع والقائد.وكذلك فان الحكومة والدولة لها الحق في التدخل في حياة الافراد متى شاءت.
مبادئ المذهب النازي:
من مبادئ النازية الكثيرة نذكر 5 منها :
- احتكار الاعلام ووسائله للالمان وعزل الاجانب عنها.
- لا مكان لغير الالمان الا بصفة الزوار لا المواطنين .
- امتلاك الاراضي لسكن الالمان وتوفير الغذاء لهم .
- اليهود لا يكونون اعضاء في المانيا فهم الشر بحد ذاته.
- للالمان الاولية في كل شي فهم سادة على كل البشر.
جرائم واضرار النازية والفاشية على مجتمعاتها :
قامت النازية بابادة عدد من الشعب بحجة اباده العرق غير الصافي وخاصة اليهود باساليب مهيبه وبشعه، وكان عدد ضحايا هذا الحزب كبير جدا، وقاموا بكثير من الجرائم الانسانية من تعذيب للناس واستخدام العنف الشديد مع اعدائها ومضايقتهم ، واقاموا برنامج لابادة اليهود اسماها هتلر المحرقة (الهولوكوست). وقامت بجعل مناطق السلاف بشرق ألمانيا مستعمرات ألمانية ، ومن اجل انماء الإقتصاد الألماني استعبدت شعوب هذه المناطق. أما الفاشية فقد كانت مطامع موسوليني وكتائبه كبيرة وقاموا باستعباد الناس ومصادرة اي حرية اعلامية او شخصية، قاموا بالعديد من الحروب والهجومات العسكرية على الدولة المجاورة ، وحتى ابناء شعب ايطاليا لم يسلموا منهم فقد كانت القوات العسكرية متواجدة في كل مكان تحمل اسلحتها مما اشعر الشعب بانهم دولة محتلة ، وقد وضعت المعوقات في الجمارك لكيلا يتم استراد والمنتجات الغير ايطالية، وحرمت الاضرابات، فسيطرت على كامل الاقتصاد في الدولة، وكما الحال في النازية فقد قتلت عدد ليس بقليل من الناس الادنى من عرقهم الصافي كالغجر.
الخاتمة :
وفي الختام احب ان انوه بان مذهبا العرق الصافي كانا من اشرس المذاهب واكثرها اجراما ، لم ترحم من هم دون قوميتهم ، قاموا باعمال بشعة وقتل الشعوب بطرق منافية للانسانية، كثرت مطامعهم واخطائهم ، وانتزعوا الامان من شعوبهم ، وكذلك الحرية بابسط انواعها ، لم يتركوا للشعب خيارا سوى الانقلاب عليهم والسعي الى التخلص منهم، فكان مصيرهما الموت ، ومع ذلك لم يختفي هذان المذهبان كليا بس استمرت بعد سقوطهما ولكن بشكل اخف واحيانا خفي ، فما اكثر الشعوب التي تعاني من نفس الاعراض، القتل والاستعباد وحبس الحريات وعدم الرحمة وانعدام المساواة ، وبالنهاية لا يسعني سوى الدعاء لهذه الشعوب بالتحرر من طغاتها ، ونصحها التمسك بمبادئ الاسلام التي تحارب هذه السياسات القامعة التي تخلو من الرحمة لتتماسك الشعوب ضدهم للقضاء عليهم وليعم الامن والسلام والمساواة بين افراد المجتمعات ، ويعيش الناس باستقرار وراحة البال.
منقول