العربية.نت – منية غانمي
الجنرال خليفة حفتر، قائد قوات الجيش الليبي، شخصية عسكرية ذات ماضٍ مثير للاهتمام وحاضر لافت للانتباه، هذا الرجل القوي في ليبيا رفض منذ رجوعه من منفاه في الولايات المتحدة الأميركية المساومة مع الإرهاب، ونذر نفسه لمحاربته حتى استطاع اجتثاث جذوره من شرق ليبيا آخرها مدينة #بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية، ما جعل التوقعات تشير إلى أن هذا الجنرال سيكون له دور مميز في مستقبل البلاد.
وبالعودة إلى تاريخ هذا العسكري السبعيني ابن #قبيلة_الفرجان الليبية نجد أنه حافل، فقد حصل على العديد من الخبرات العسكرية بدأت منذ ستينيات القرن الماضي عندما انضم كضابط إلى "حركة الضباط الوحدويين الأحرار" التي أسسها معمر #القذافي للإطاحة بالملك إدريس والاستيلاء على السلطة، قبل أن يتم ترقيته في منتصف الثمانينيات إلى رتبة عقيد ويقود القوات البرية الليبية في حرب التشاد.
في دولة التشاد، تم أسر خليفة حفتر رفقة عدد من الجنود الآخرين، فتنصل منهم القذافي، وبعد الإفراج عنه ابتعد عنه وأصبح معارضاً له والتحق بالمجموعة المعارِضة التي كانت تشكّلت حديثاً آنذاك تحت اسم "الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا"، والتي كانت تتمتع بالدعم العسكري والمالي من الولايات المتحدة، وقبل أن يغادر إلى واشنطن. شارك حفتر في عبور قناة السويس مع القوات المصرية يوم 7 أكتوبر 1973 في مواجهة إسرائيل، وحاز نجمة عسكرية.
خلال أحداث الثورة الليبية عام 2011، عاد #حفتر من جديد إلى ليبيا والتحق بالثوار لمحاربة نظام القذافي وأدّى دورا بارزا في الإطاحة به، ليعلن بداية جديدة له في بلده بعد سنوات قضاها في المنفى.
وبعد الإطاحة بنظام القذافي اختفى من جديد حتى فبراير 2014 عندما أعلن إطلاق "عملية الكرامة" ضد الميليشيات الإسلامية في بنغازي، لكنه لم يجد في البداية تأييداً وانقسم الشارع الليبي حول إمكانياته ونواياه، إلا أنه ومع مرور الوقت وبعد تمكنه من تحقيق انتصارات عسكرية الواحد تلو الآخر، وبفضل خطابه المعتدل، التف حوله العديد وحصل على شرعية #البرلمان والحكومة وعلى دعم القبائل الكبرى في #ليبيا وحتى على دعم دولي، وتمكن من إقناعهم بالانضمام إلى صفه من أجل الحرب على الإرهابيين.
هذه الظروف هيأت لقائد الجيش الليبي صاحب العبارة الشهيرة "نحارب الإرهاب نيابة عن العالم"، ليتمكن من دحر الإرهاب من مدينة بنغازي التي سقطت في فخ التطرف وأصبحت قبلة لعدد من التنظيمات الإرهابية وجماعات الإسلام السياسي، منذ مقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز عام 2012، فأصبح اسمه الأكثر تداولا داخل وخارج ليبيا.
تحرير بنغازي من الإرهاب انتصار عسكري جديد جلب للجنرال #حفتر مزيداً من الأنظار حتى بات الشخصية الأكثر استقطابا في ليبيا، حتى أصبح العديد خاصة في مدن الشرق يتغنون باسمه بعد أن نجح في تخليصهم من نار التنظيمات المتطرفة، التي أحرقتهم طوال السنوات التي تلت الإطاحة بنظام معمر القذافي، حتى أصبح يراهن عليه كفرصة أخيرة لإنقاذ كل ليبيا من الفوضى.
وبعد تحقيقه أحد أهم أهدافه وهو تخليص بنغازي من الإرهاب، لا يعرف بعد المخططات العسكرية الجديدة التي سيقودها، وما إذا كان سيسعى إلى توسيع دوره في غرب ليبيا حيث تتواجد الميليشيات المسلحة المناهضة له.
http://ara.tv/4cn6m