#من_سيغسلني ؟؟
قصة واقعية تتحدث بها إحدى المؤمنات
بعد منتصف الليل أردت أن آوي لفراشي... فإذا بهاتفي يرن نعم .. السلام عليكم .هناك جنازة في المغسلة وهن بحاجة لمن يساعده في تغسيلها.. هل أنت مستعدة؟،
إنا لله وإنا إليه راجعون
..نعم .. سأتجهز الآن.
..
دخلت المغسلة ... جثة على سرير التغسيل .. مغطاة بالبياض .. حولها نساء .. عجائز .. سيدات .. فتيات .. متحلقات مبحلقات..على وجوههن أثر البكاء الشديد
.. وسيماهن الحزن العميق
.
السلام عليكن جميعاً .
. رددن عليّ: وعليكِ السلام..
حتماً لا يعينَ ماذا أقول،
ولا يدرينَ ما الذي يحدث حولهن ...
أحسن الله عزائكن جميعاً
.. هيا أخواتي نبدأ بالتغسيل .. لتبق أربع منكن فقط .
. الأقرب لها فالأقرب
.. والبقية ينتظرننا في غرفة الإنتظار..
#الكل لا يجرؤ على الاقتراب من الجثة .. رهبة .. خوف .. حزن ...
اقتربت، وقلت: يجب علينا أولاً إزالة كل ما عليها من ملابس وشراشف..
ظهر الوجه.. وإذا بالشهقات والزفرات .. رحمها الله .. غفر الله لها.. وتدريجياً حتى انتهينا من الشراشف وبدأنا بالملابس ..
ماذا نفعل بالملابس؟ كيف نخلعها؟ قلت: قصقصنها بالمقص...
تخيلت نفسي وملابسي الغالية .. باهضة الثمن .
. جميلة المنظر .. تلك التي اشترتيها من أفضل الماركات وأجودها .. يفعل بها هكذا في النهاية!!!
تخيلت نفسي مكانها
وأنا أقول: لا لا ترمينها بالقمامة .. ليتكن تتصدقنَ بها على أقل حال!!
#قلت لهن: نبدأ الآن بالتغسيل .. نسترها بالسترة ... ثم ننجيها وننظفها .. مجموعة ترفعها من نصفها الأعلى ... والتي تباشر التغسيل تنجي لها السبيلين.. وتنظر في الخرقة فإذا خرجت نظيفة أكملنا التغسيل...
ثم انتقلنا للوضوء .. ثم بدأنا بالمضمضة والاستنشاق وبقية الأعضاء .
تخيلت نفسي .. لما أتوضأ .
. لما أمضمض لما أستنشق .
. لما أغسل أعضائي .
. تخيلت هذه الأعمال لما كنت أقوم بها على عجل .. هل كنت أسبغ الوضوء؟
هل كنت أتوضأ للموتة الصغرى التي أموتها كل ليلة وقد حثني على ذلك حبيبي رسول الله صل الله عليه وآله وسلم؟!!! كان جل همي أن أنهي الوضوء لأصلي وأعود لملذاتي ..،
قلت لهن بعد أن انتهينا من وضوئها: الآن سنغسلها ثلاث غسلات بدءاً برأسها ثم شقها الأيمن ثم الأيسر إحداهن بالماء وأخرى بالسدر والثالثة بكافور...
#يالله ماهذه العناية؟ سدر .. كافور.. تنظيف وتعطير وتعقيم ...
يالله هل سيكون الباطن نظيفاً طاهراً، كما الظاهر نظيفاً طاهراً؟
قلت لهن: أنتن أكملن التغسيل كما قلت لكن،
وأنا سأجهز الأكفان ...
بدأت بالأربطة .. ثم الشراشف الكبيرة .. ثم الدرع .. ثم غطاء الرأس .. ثم الإزار .. وتعطير الكفن .. رششته بالحنوط والكافور والطيب ..
نادينني : لقد انتهينا من التغسيل ..
#حسناً .. مشطن شعرها وضفرنه .. واجعلنه ثلاثة قرون واجمعنه على يمينها.. ثم جففنها جيداً..
تخيلت شعري .. يا إلهي .. إنه شعري الجميل .. الذي كنت أتباهى به وأجعله فوق راسي وأنسى أو أتناى أنه في يوم ما سيجمع على شقي الأيمن .. وهذا الذي يجب أن أفعله في حياتي
..
شعري الجميل الذي أول ما سيتساقط في قبري..
#حسناً .. هيا أخواتي لنتعاون لننقلها إلى طاولة التكفين
.. خذن هذا العطر وعطرن به مواضع السجود التي تسجد عليها لله عز وجل ..
#يا_إلهي .. كم كنت أتهاون في إيصالها إلى الأرض !! أرجوكن أكثر من تعطيرها لعل ذلك يشفع لي .. يالله ليتني كنت ألصقها جيداً بالأرض..
#والآن .. لنلف عليها طبقات الكفن .. طبقة طبقة
.. ونغطيها بالبطانية ...
يالله .. خمس طبقات .. ما هذا .. وفوقه بطانية ..!! أرجوكن أكثرن من الطبقا .. لا أريد أن يرى الرجال تفاصيل جسدي
.. كم كنت أتهاون في لباسي وعبائتي حال خروجي بين الرجال .
. ليتني كنت أفكر في هذه اللحظات .. طبقات عديدة من الكفن السميك وبطانية سميكة .. كي لا تظهر تفاصيلي..
قلت لهن، استدعينَ اللاتي في الانتظار يسلمن عليها وليودعنها..
هذه اللحظات من أصعب اللحظات على الحاضرات .لحظة تغطية الوجه.. تسيل الدموع كالأنهار
.. ولا يستطعن إكمال التكفين .. فأكمل التكفين والربط وهن في بكاء شديد .
#انتظري انتظري .. لا تغطيها .. أريد قبلة واحدة
. بكاء شديد .. بعضهن يتماسكن .. وأخريات يهدئنهن وأخرى تخرج ..
أكملت عملي ثم لبست عبائتي وودعتهن وخرجت وفي رأسي تدور أسئلة كثيرة!!!
،من سيغسلني ؟؟،
،من سيخلط سدري؟؟،
،من سيدق كافوري؟؟،
،من سيظفر شعري؟؟،
،من سيفرش كفني؟؟،
،ومن سيلفه على جسدي؟؟،
،من سيربط أربطة لباسي الأخير؟!!!،
،من سيحملني؟؟؟
،من سيصلي علي؟،
#وكم عددهم؟؟
،من سينزلني لحدي؟؟،
،من سيبكي علي؟؟؟؟،
،أفقت بذلك الصوت الذي يقول لي:
لا زال في الحياة متسع، فتداركي ما بقي
اللهم أطل أعمارنا في طاعتك .. وأحسن ختامنا ..
واسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض .
.
والحمدلله رب العالمين .