هناك العبادي يرفع راية النصر .. ويعلن من الموصل الهزيمة الكاملة للدواعش في الموصل
نصر مرغ انوف الدواعش في التراب .. دواعش الجهاد، ودواعش الدين و دواعش الكيبورد..... نصر ما كان ليتحقق لولا دماء الشهداء الزكية .. تضحياتهم .. عزيمة الابطال المقاتلين من كل الصنوف
أي عراقي يتواجد في ساحة النهضة في بغداد صباحا في الايام الماضية بل الشهور الماضية .. كان يعرف إننا في طريقنا إلى النصر المؤزر .. لما تسمع عدد السائقين الذين يصيحون (موصل موصل) .. و ترى شباب العراق من الجنود يتوجهون ضاحكين مستبشرين إلى السيارات .. كأنهم ذاهبين إلى للاستجمام او للسياحة .. ولكنهم في الحقيقة يسافرون إلى جبهات القتال.
لم يثنيهم خوف على انفسهم أو على اي شيء آخر .. كل واحد فيهم يعلم إنه قد يسقط شهيدا وتكون هذه سفرته الاخيرة .. ولكنهم يندفعون بكل عزيمة ليلتحقوا بالمعركة.
وهل يستغرب العالم بعد هذا كيف تحقق النصر في الموصل ؟ .. ظن الدواعش إنهم اصحاب عقيدة وإنهم حماة "السنة" وإن الله سينصرهم لاقامة دولتهم .
ولكن حاشاه جل وعلا أن ينصر المجرمين .... بل هو ينصر من ينصره . من يدافع عن الانسانية، من يدافع عن الاعراض، من يدافع عن البلاد ضد الشر
انتصرنا .. ولكن ..هل لنا أن نفرح ؟ ربما نفرح قليلا .. لان ابطالنا اذلوا الدواعش وحطموا دولة الخرافة التي كانوا يحلمون بها، وحرروا النساء والمدنيين وارجعوا الأرض إلى دولة الديمقراطية.
ولكن لا ننسى كم من الثكالى .. واليتامى .. و الارامل قد خلفته هذه الحرب المشؤومة التي غذتها الطائفية الممتدة إلى 1400 سنة.
نعم نجحنا كشعب وكدولة .. ولكننا خسرنا الكثير في الوقت نفسه
ألم يحن الوقت الان .. ان نفكر كيف نمضي قدما للأمام .. ان نبني على الاقل مستقبلا زاهرا لابنائنا .. ان نعالج مرضانا، ان نساعد فقرائنا
لماذا نظل نتعارك على اشياء حدثت في الماضي السحيق .. و نتخذ من شعوب الارض اعداء .. بسبب الطائفية ونظريات المؤامرة والصراعات المفتعلة .. .. و في النهاية نحن نحصد ما نزرعه، .. سنة وشيعة ومسيح وكورد وايزيدي خسروا الكثير ، العداء لن يأتي إلا بالعداء .. ولكن الود والصداقة قد يأتي بالخير الوفير.
لست وطنيا بمعنى الذي ينصر دولته ظالمة او مظلومة .. بل أشجع الوطنية ما دامت تعني الانسانية .. ما دامت تؤدي إلى رفاهية الناس، ما دامت تحقق دولة العدل.
هذه دولتنا .. العراق .. على علاتها وحرها وغبارها فهي بلادنا في العرف العالمي .. ولن يستقبلنا اي بلد آخر إلا كلاجئين .. اما الان الاوان ان نبني هذا البلد .. و نستثمر العزيمة نفسها التي شاهدناها في القتال .. لنبني هذا البلد المحطم