بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.







قال أمير المؤمنين، عليه السلام: "العلم مقرونٌ بالعمل، فمن علم عمل، والعلم يهتف بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل عنه"(1) هنا يبين، عليه السلام، هذه العلاقة المتوازنة بالمحافظة على الاقتران والملازمة بين العلم والعمل، لتكون حصيلة هذا التوازن في الإنسان وتصرفاته فيكون محل ثقة واطمئنان الناس، لذا قال أمير المؤمنين، عليه السلام،: "العلم علمان: مطبوع ومسموع ولا ينفع المسموع إذا لم يكن المطبوع"(2).
وهذا يؤكد لنا العلاقة التكاملية بين العلم والأخلاق، فالإنسان العالم لم يستفد من علمه في خدمة المجتمع، وتقوقع في ذاته، لا يُستحسن وصفه بـ "عالم"، لأنه خسر بهاء العلم و دوره الحضاري والانساني، فحتى وإن ادعى العلمية، تكون دعواه من غير دليل، ولا يصغي اليه أحد، بل يفتضح أمره ويتجرأ عليه جهال الناس. وإذن؛ فالأخلاق والعلم يعطيان القوة المعنوية للإنسان، وبالإمكانمعرفة نقاط الالتقاء والتكامل بين الاثنين بشكل مختصر في نقطتين:
الأولى: ان العلم يكشف الحقائق الانسانية بوضوح اكبر، خصوصاً في علم النفس والاجتماع، ومن حق الاخلاق ان تستفيد من هذه الحقائق حيث يبيّن العلم موضوعية علم الاخلاق.
الثاني: ان من شأن التقدم العلمي ان التخفيف من مصاعب وآلام الناس، فيساهم بالتالي في الحؤول دون بروز أزمات نفسية واجتماعية تحد من حالات العنف والعنف المضاد. وهذا ما نلاحظه ليس في بلادنا، وإنما في مختلف بلاد العالم، حيث تبقى للإنسان حاجات عضوية لابد من تلبيتها بالشكل الصحيح، حتى لا تتحول الى أزمة.

المصادر
(1)ميزان الحكمة ج2/ص110
(2)حكم ومواعظ علي ابن ابي طالب، عليه السلام، ج1/ص 35