كثيرًا ما شاهدنا في الأفلام كيف أن الأشخاص الذين يُعانون من الذعر أو فرط التنفس يستعملون كيس ورقي للتنفس فيها لإعادة التوازن لأجسامهم والتخلص من نوبات الهلع. فهل ينجح ذلك؟
في الواقع، يُوصى أحيانًا الأشخاص ممن يُعانون من نوبات ذُعر للتنفس في كيس ورقي للتعافي من الذعر، طالما أن سبب نوبة الذعر ليس مرضًا خطيرًا كالربو أو نوبات قلبية محتملة.
ما هي نوبة الذعر؟
نوبة الذعر هجوم يُعاني منه المريض بشكلٍ مفاجئ يُرافقه شعورٌ بالرهاب الشديد والخوف من خطرٍ وشيك. في معظم حالات نوبات الهلع، ليس هناك سببٌ محددٌ لحدوثها. مع ذلك، فقد أظهرت الأبحاث أنه في كثير من الحالات، تنجم نوبات الذعر عن التنفس بصورة غير طبيعية وليس القلق والخوف.
ومن الأعراض المُصاحبة لنوبات الهلع: تزايد وتيرة نبض القلب بصورة غير طبيعية، ألم في الصدر، دوخة. ولعل العارض المُشترك لدى كل من يُعانون من نوبات هلع متكررة: ضيق في التنفس، ما يؤدي إلى فرط التنفس أو ما يعنيه ذلك من التنفس بسرعة غير طبيعية.
متلازمة فرط التنفس
أحد العلامات المؤكدة لنوبات الذعر هي ضيق مفاجئ في التنفس يحدث لسببٍ غير واضح. هذا العارض يُسمى من الناحية الطبية بمتلازمة فرط التنفس.
وعادةً ما يتم تشخيص هذه المتلازمة بألم في الصدر، ضيق في التنفس والصدر، وخز حول الفم والأطراف والأصابع.
التأثير على درجة الحموضة pH في الجسم..
عندما يُعاني الناس من نوبات ذُعر، يُصبح لديهم صعوبة في التنفس يجعلهم يُحاولون أخذ شهيق وزفير بوتيرة سريعة للغاية. نتيجةً لذلك، تنخفض مستويات ثاني أكسيد الكربون بشدة في الدم.
إذ أنه لثاني أكسيد الكربون أهمية كبيرة في الجسم كونه يقترن مع الماء ويُشكل حمض الكربونيك الذي يُستعمل بسرعة في ضبط والحفاظ على درجة الحموضة في الجسم التي تتراوح حول 7.4 .
وعندما تنخفض مستويات ثاني أكسيد الكربون في الجسم، يحدث أمران:
- الأول: يقل توريد الدم إلى باقي أطراف الجسم بسبب ضيق الأوعية الدموية.
- الثاني: درجة الحموضة في الجسم تُصبح أكثر قاعدية ما يعني أن الهيموجلوبين سيحمل الأكسجين بسهولة أكبر وتقل إمدادات الأكسجين للأنسجة.
كيف يُمكن أن يساعد التنفس في كيس ورقي على التخلص من نوبة الهلع؟
عندما يدخل الجسم في حالة فرط التنفس، يُحاول الحصول على أكبر قدر ممكن من الأكسجين، ما يعني أن مقدار ثاني أكسيد الكربون يتناقص بشدة.
لذلك، فإن فكرة التنفس في كيس ورقي تُساعد على الاحتفاظ بهواء الزفير الغني بثاني أكسيد الكربون، ما يزيد من مستوياته في الجسم ويُعيد التوازن مجددًا لدرجة الحموضة pH في الدم.
لكن الأطباء لا ينصحون عادةً بالتنفس في كيس ورقي عند الإصابة بنوبة هلع أو فرط بالتنفس. ذلك لأن فرط التنفس قد يكون عارضًا لأمراض أخرى مثل الربو أو نوبة قلبية.
هنا يُمكن أن يُصبح التنفس في كيس ورقي خطيرًا للغاية وقد يكون مميتًا.
باختصار، استراتيجية التنفس في كيس ورقي ليست جيدة في كل الأوقات وقد تكون خطيرة أحيانًا دون معرفة السبب الحقيقي لحدوث حالة الهلع.