في تلك الليلة ومن كثرة شوقي اليك ولأن المسافات بعيدة وطال الانتظار، رحت أحلم لأول مرة وعيناي مفتوحة فنظرت الى الغيمة وتمنيت أن تهبط لتحملني اليك ثم مَر طير وأرتجيته أن يفعل المثل وبقيت أنظر الى الموجودات تخيل إني كُنت احسد الهواء الذي يقطع المسافات دون عوائق حتى حانت الظهيرة وتعامدت الشمس وازداد الحر وأنا ما زلت أقف على النافذة، لشدة الحرارة هرب الكل الى مساكنه حتى ذرات الغبار استقرت على الارض والنوافذ فلم يبق شيء أرتجيه وفجأة خطرت لي فكرة أن ابلل نفسي بالماء ووقفت تحت حرارة الشمس وقلت لها " احسبيني كالماء، وبحرارتك فلتتبخر ذراتي، تلملم نفسها كالغيم وأجول الكون فلربما رأيته من الفضاء وشدتني جاذبيته فقد نفذت مني الحياة بُعدًا "
_ هكذا جُننت شوقًا في غيابك.