الشاعر القطيفي عيسى البِدَن
يبعث قصيدة للمرجع السيستاني وأبنائه المجاهدين بمناسبة #تحرير_الموصل :
فتواكَ أضحت للشريعة مَنهلا
كانت تمتُّ إلى الحسين وكربلا
كوّنتَ حشداً كي يطاردَ عُصبةً
كَوتِ العراقَ بما أتتهُ مِن البَلا
لولا أتت فتوى الجهادِ لأمعنت
قتلاً وتنكيلاً وفتكاً في المَلا
لبّت نداءَكَ فتيةٌ قد آمنت
ورأتكَ أُستاذَ المعالي والعُلا
ورأتك أهلاً للإجابة فانثنت
لأداءِ واجبها تزيلُ الأجبُلا
خاضت معاركَها بكلِّ بسالةٍ
والنّصرُ تِلوَ النّصرِ يأتي مُقبلا
واليومَ تُنعشُنا البشائرُ بعدما
قالوا بأنّ الحشدَ حرّرَ ( مَوصِلا )
وتجرّعت زُمَرُ الضّلالِ هزائماً
في ساحة الميدانِ لاقت مِعوَلا
قد دكّها وقضى على أسطورةٍ
طَرِبَ العدوُّ لها هناكَ وطبّلا
وغدت بضربِ بواسلٍ مدحورةً
إذ ليس إلاّ أن تموتَ وترحَلا
والفضلُ بعد اللَّهِ عادَ لعالمٍ
فتواهُ كانت للقضيّةِ فيصلا
أعظِم بهِ من مرجعٍ بثباتِهِ
وبعزمِهِ صاغَ النّضالَ الأمثلا
لعراقِه كانَ الوفيَّ وقد بنى
عهداً يُعيدُ لَهُ الفخارَ الأوّلا
جُهدٌ تباركُه السّماءُ وكيفَ لا
يَمضي ويَجني ما أرادَ وأمّلا
وأعاد للشّعب الجريحِ بشاشةً
من بَعْدِ ما بعنائه قد سُربِلا
عادت إلى تلك الدّيارِ عوائلٌ
قد هُجّرت فرأت ضياءً مُشعَلا
لا غرو إن نثرت ورودا بالهنا
فالنصرُ أكسبَها صباحاً أجملا
والحشدُ مبتهِجٌ غدا في فرحةٍ
لمّا رأى جمعَ الدّواعش زُلزِلا
بُوركتَ سيّدنا الأجلّ وهذه
إحدى مزاياكَ التي لن تُهمَلا
سَيُحدّثُ التاريخُ أنّكَ صامِتٌ
والصّوت إن أبديتَ كانَ مُجلجِلا
والمرجعيّة لم تَزل خَفّاقةً
ولِشرعةِ الإسلام ظلّت مَوئلا
حتّى يجي ء بقيّةُ الله الذي
بظهورِه نرنوا العناءَ قد انجلى
للمرجِعِ الأعلى نزُفُّ بشارةً
وبنصرِه طابَ القصيدُ وقد حلا
يا أَيُّهَا القدّيسُ إني عاجِزٌ
لو رُمتُ وصفَكَ أن أقولَ مُفصّلا
حسبي إذا ما قلتُ إِنَّكَ أمّةٌ
ولِسيرةِ الأطهارِ كُنتَ مُمثّلا .
بقلم الأقل / عيسى البدن .
القطيف / ١٤٣٨/١٠/٥