البرجوازية وقانون الحريات الشخصية ب اختصار(من الالف الى الياء)
لعل البعض لايعلم ان قانون الحريات الشخصية المعمول به في اغلب دول العالم الان هو القانون المنبثق من اعلان حقوق الانسان الفرنسي والذي اعلنته البرجوازية الفرنسية بعد ان سنحت لها الظروف
كانت فرنسا قبل الاعلان مقسمة الى ثلاثة طبقات
-طبقة الاسياد (الاقطاعيين)
- طبقة رجال الدين (الكنيسة)
- طبقة العوام او حسب مايسمونها بالطبقة الثالثة
وتتكون هذه الطبقة الثالثة من اربعة اتجاهات بحسب نوع العمل
-البرجوازية
-الفلاحين
-العمال
-الحرفيين
حينها كان عدد نفوس فرنسا 126 مليون وتمثل الطبقتين الاولى والثانية 5% من عدد النفوس بينما تمثل الطبقة الثالثة 95% من عدد النفوس الكلي
كيف نشات البرجوازية
البرجوازية (هم الذين استطاعو ان يتحررو من السيد او الاقطاعي وذالك بدفع ماعليهم من التزامات مالية)هذا الاتجاه كان هو الحاكم على (الطبقة الثالثة) كونهم اكثر ثراء من الطبقات الاخرى واستطاعو ان يتحررو عن طريق اموالهم
وبما ان فرنسا كانت مملكة تحكمها اسرة(بوربون) وكان الملك يخاف من سطوة طبقة الاقطاعيين وطبقة رجال الدين اضطر ان يتحالف مع البرجوازية المتحررة ويخيف بهم الاقطاعية ورجال الدين
لكن بعد ان اصبحت البرجوازية قوية جدا لان الجيش اغلبه منها اصبح الملك يخاف من نفوذ البرجوازية لذالك عاد وتحالف مع الطبقتين الاوليتين لكنه لم يفلح لان البرجوازية كانت تمثل النسبة الكبرى من ناحية العدد والعدة
لذالك اضطر الملك ان يذعن لطلب البرجوازيين ويشكل مجلس النواب (الطبقي)والذي قسم على هذا الاساس
300 نائب من كل طبقة من الطبقات الثلاثة بالتساوي
فكان الملك عندما يصدر امر ضريبي تدفعه الطبقة البرجوازية فقط (متمثلة بطبقاتها الحاكمة عليها)لان الطبقتين تصوت على دفعه من الطبقة الثالثة ويؤخذ بعدد الاصوات الاكثر فيكون 600صوت مقابل 300
واستمر هذا المجلس الى عهد الملك هنري الرابع حفيد اسرة بوربون ولكنه حين توفى لم يكن لديه الا ولد واحد(لويس الثالث عشر) وكان قاصرا فتولت امه (ماري ميتشي)
الوصاية عليه – وكانت ماري هذه لعوب تهوى الرقص كثيرا-فذهبت في يوم من الايام بصحبة ولدها الملك الصغير الى بناية مجلس الطبقات(النواب) وطلبت منهم ان يغادرو البناية لانها وجدت ان هذه البناية تصلح ان تكون مسرحا للرقصها ؟؟؟
وبالفعل غادر الجميع وحل المجلس واستمرت المملكة الفرنسية بدون مجلس لمدة 175 سنة
الى ان اضطر حفيد ماري (الملك لويس السادس عشر) ان يعيد تاسيس المجلس بسبب حاجته الى المال الضريبي والذي امتنعت حتى زوجته(ماري انطوانيت)ان تدفع له من املاكها لتمشية امور المملكة
لكنه هذه المرة اعاد مجلس الطبقات بتمثيل نسبي جديد
حيث ان طبقة الاقطاعيين كان لها نسبة 300 نائب وكذالك طبقة رجال الدين 300 نائب –اما طبقة البرجوازيين فاصبحت 600 نائب لتمثل 50% من عدد النواب رغم انها تمثل 95% من مجموع نفوس فرنسا الا انه كان يعتبر نصرا للبرجوازية والتي استطاعت ان تغير اسم المجلس الطبقي الى(الجمعية الوطنية التاسيسية) وتضع دستورا جديدا للبلاد واعلنت لاحقا (اعلان حقوق الانسان والمواطن) بعد تحريكهم للشارع والهجوم على الباستيل يوم 14 تموز 1789
والذي صار لاحقا مرجع لاغلب الدساتير العالمية رغم انه (شرع على مقاس الثورة الفرنسية )وفيه الكثير من العيوب التي عانت منها اوربا ودول العالم كثيرا حتى استطاعت بعض الدول التعديل عليه والبعض الاخر لم يستطع الى يومنا هذا