هل خلقت المرأة من أجل الرجل؟!

كانت المرأة في بعض الأمم السابقة تعتبر جزءاً من أغراض البيت، فكما كان الرجل يملك الحيوان والنبات ويرى لنفسه الحق في أن يتصرف فيها كما يشاء، كذلك كانت نظرته إلى المرأة بأنها ملكه!
وهنا يجب أن نتأمل في منطق القرآن، هل يعتبر القرآن أن المرأة إنما خلقت لأجل الرجل؟

إن الإسلام يؤكّد وجود العلة الغائية في المخلوقات، فيصرّح بأن الأرض والسماء والسحاب والرياح والنبات والأنعام، كل هذه إنما خلقت لأجل الإنسان وهو الغاية من وراء خلقها.

إلا أنه لا يقول بأن المرأة قد خلقت لأجل الرجل، بل يرى أن المرأة والرجل كل واحد منهما خلق للآخر: ﴿هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ﴾

المرأة مؤهلة للوصول إلى أعلى الدرجات المعنوية فتكون كالرجل في هذا الجانب دون أن تمنعها أنوثتها.

إن القرآن إلى جانب كل واحد من رجال الله تعالى وكل مقدس من أولياءه، يذكر امرأة عظيمة مقدسة؛ فيتحدّث عن زوجة آدم وزوجة إبراهيم ويتحدث عن أم موسى وأم عيسى فيذكرهن في غاية التكريم والتبجيل.

كذلك يثبت القرآن الوحي إلى المرأة ومحادثتها مع الملائكة ويصرح أن كلاً من الرجل والمرأة يستطيع أن يفوز بالجنة بصالح أعماله.

المفكر الشهيد مرتضى المطهري، حقوق المرأة في النظام الإسلامي.