ولد صلاح فائق
في مدينة كركوك شمالي العراق عام 1945،
وعمل مترجمًا وصحافيًا في
المجال الثقافي داخل بلده وخارجه،
وناشطًا في الحركة الشيوعية العراقية،
ومشاركًا في الثورة الكردية
بعد انقلاب شباط الدموي عام 1963.
نمت لديه موهبة الشعر مبكرًا،
وبعد مغادرته كركوك لفترة من الزمن
عاد إليها في أواخر عام 1964
لينخرط في صفوف الجماعة الادبية ,
جماعة كركوك الشهيرة ,
ممن كان لهم تاثيرهم على الساحة الادبية انذاك
حيث نشر أولى أعماله الشعرية
في مجلات أدبية مختلفة هناك.
وحتى نهاية عام 1969
عمل فائق في المجال السياسي
والصحفي والثقافي متنقلاً بين بغداد وكركوك.
وفي مطلع السبعينات اختفي لبعض الوقت
في بغداد إلى أن أختطف من أحد شوارعها ،
الا ان بعض اصدقائه ممن كان لهم تاثيرهم انذاك
في الساحة الادبية استطاعوا انقاذه؛
ليخرج ويعمل في شركة السكك الحديدية
بالإضافة لبعض الوظائف الأخرى.
وفي أواخر عام 1974 خرج فائق من العراق
بمساعدة صديقه الشاعر عبد الوهاب البياتي
الذي رتب له جواز السفر،
وكان للبياتي دور أيضًا في
نشر عدد من أعمال الشاعر في
بغداد ودمشق وبيروت،
ونشر اتحاد الكتاب العرب
أولى كتب فائق ” رهائن ” في سوريا.
وبعد عامين من بقائه في سوريا
نشر فيهما مجموعات من أعماله الأدبية
في المجلات والصحف السورية واللبنانية،
هاجر في أواخر عام 1976
إلى بريطانيا ليعمل هناك
مترجمًا ومحررًا للمقالات
في عدد من المجلات الثقافية،
ونشر خلال تلك الفترة مجموعة من كتبه الشعرية
باللغة العربية أو المترجمة إلى الإنجليزية،
رافقته علاقات صداقة مع
عدد من الرسامين والشعراء البريطانيين.
ونظرًا لأسباب شخصية كثيرة
قرر الهجرة في عام 1993 إلى الفيليبين،
حيث ما يزال مقيمًا هناك إلى الان.
كتبه الشعرية
رهائن . 1975 . دمشق
تلك البلاد. 1978. لندن
طريق الى البحر . 1983 . باريس
مقاطعات وأحلام . 1984 . لندن
رحـيل . 1987. لـندن
أعوام . 1993 . منشورات دار الجمل . ألمانيا
بيروت – بغداد 2013
دببة في ماتم . منشورات الجمل
ألمانيا_2013
و للشاعر مجموعات أخرى , معدة للنشر
كما ترجمت كتاباته إلى لغات أخرى
منها الفارسية والكورية
***************
نظمت دار الثقافة الجديدة بالقاهرة
أمسية شعرية احتفالا
بالشاعر العراقي صلاح فائق،
في أول زيارة له لمصر،
بحضور عدد كبير من شعراء و أدباء مصر
وذلك بمقر الدار في أكتوبر 2015 .
تضمنت الأمسية، عرضا لمسيرة الشاعر الفنية،
وقراءة لقصائد من ديوانه الجديد
من رباعياتي
قال الشاعر العراقي المهاجر بالفلبين
صلاح فائق:
إنه لا يُعد نفسه شاعرًا سرياليًا،
رافضًا ما وصفه
باختصار الشاعر في مدرسة أو مصطلح.
جاء خلال الندوة:
صلاح فائق
- يكتب بأنماط فنية متعددة، يأتي معظمها على
محمول وجودي،عبثي أحيانًا، مناهضًا للسلطة الثقافية.
يتبدى لنا قلق الشاعر من الأشكال الشعرية
السائدة التي تتنقل بين سرد خيالي واسع
إلى سرد يقوم بتمثيل دور ما،
تقوم به الحيوانات والطيور،
إلى غيرها من الأشكال،
ويلتبس الأمر أحيانًا
عندما يتناول الحيوانات فتراها بشرًا.
- كثيرون من متابعيه حاولوا
حصره في الجانب السريالي،
وهذا خطأ يصل إلى "الجناية"،
فهو يقترب من السريالية أحيانًا،
ولكنه أيضا يقترب من غيرها كثيرا.
- يتميز الشاعر بالانفتاح على آليات سمعية
وبصرية متنوعة،ونزوعه للغة شفهية،
وعصرية بسيطة.
- لا تعرف مخيلته حدودًا في إقامة
عوالمها الغرائبية "الطازجة"،كما أنه يمزج
الغرائبية في الخطاب كحدث مألوف.
-أن صلاح فائق قد هدم "القداسة"
التي كانت ممنوحة للقصيدة،
واصفًا إياه بأنه جاء بقصيدته
ضاربًا عرض الحائط بالمعايير المقامة.
-رفض وصف فائق بالغرائبية أو السريالية،
-بأنه يقف من هذا الكون
موقف الرائي ثم "الهاضم" له،
والمعيد إنتاجه بشكل شعري.
-إن الشاعر يمتلك حسًا ساخرًا
يقترب أحيانا من العدمية،
أنه يعطي القارئ شعورًا بأنه ليس هناك
هدف من وراء الكتابة سوى الكتابة نفسها.
نماذج من أشعاره
الإستمتاعُ بالوقتِ , وفيه , بقي لي
بعينينِ تلمعانِ لأول مرّة ,
كأنهما عادتا الآن من موسم حصاد .
هذا يتيحُ لفهدٍ أن يقعي على سطحِ سيّارة
ويتطلعَ الى جيرانكَ ويقفونَ امام بيوتهم
بعدما أضاعوا مفاتيح الأبواب .
أخشى عليهم من غروبٍ قريب ,
لكن لديهم بضع ساعات بعدُ
ليفحصوا ذكرياتهم ويفرحوا بها :
هذه حصيلة عيشي في منازل مهجورة
منذ نصف قرن
*
ليس لي مكانُ لأخفي فواتيري
من نظراتِ جرحى في مستشفى ريفي .
لجأتُ إلى هنا لتفادي مؤرخين
يبحثونَ عن رسائلي
فيها ابدو مرةً في خيمة
واخرى اعدو هارباً من زلزال
وثالثة تطردني عوائل قرى لأني من مدينة
لكن حتى في تلك المدينة لم أخضْ قتالاً
بعدما شاهدتُ قناصين يبكون
في أعالي ألأبنية
قبل ان ينتحروا
*
يخيفني ظهور عجيبةٍ بعد اخرى طوال النهار
قلما يراها آخرون إلّا في حالات طوارىء :
عندما يستلقي أطفالٌ في طريقِ مدرستهم
ضدَ امهاتهم البدينات , ضد المعلمين , الذين
يأكلونَ حصاناً في الليل , وامام متقاعدينَ أخفقوا
في إنقاذ أشجارهم من عاصفةٍ كانت تزورني
قبل أن تلاحقَ سيداتٍ عند طاحونةٍ
وكنّ يمتّعنَ سياحاً هربوا من إنتخاباتٍ
في بلدانهم
*
أخفيتُ لسنواتٍ هويتي
ضد كل فكرةٍ طائشة , وعرضتُ في أمكنةٍ
كموسيقيّ جوال , مآثر المياه المعدنية
إنني مهووسٌ أيضاً بشائعات الضواحي
حول المصوّرين , فأنا أحدهم :
بكاميرتي أغوصُ , وليس بالتخمين ,
في مواهب الملاكمين وأعثرُ على دروبٍ
الى ركبتيّ , حيث يقفُ غرابانِ لجآ
من ارضي البعيدة!