اثنا عشر مقامآ للحفظ والسدادالمقام الأول:في أن ذكره ،تبارك وتعالى،من أعظم الطاعات ،وشهد بذلك الكتاب في كثير من الآيات ،والأخبار المتواترات،والسيرالقاطعات ،من أيام أبينا آدم عليه السلام إلى هذه الأوقات،وهو معدودمن أعظم القربات.والعقل به شاهد ،مستغن عن أن يكونله من النقل معاضد ،ولا يقتصر منه على الذكر الخفي،وإن كان رجحانه غير خفي فإم الإعلان باللسان أبلغ في إضهار العبودية ممالم يطلع عليه إنسان ،ولكل منهما جهةرجحان ،وبهما معآ جرت سيرة الأنبياء ،والخلفاء ،والعلماء،والصلحاء،كما لا يخفى علىغبي ،فضلآ عن ذكي .المقام الثاني:في أن ذكره راجح على كل حال،فقد قال تعالى لموسى عليه السلام:«أنا جليس من ذكرني».وقال تعالى في جواب موسىعليه السلام،حيث قال:تأتي علي مجالس أعزك وأجلك أن أذكرك فيها:»إن ذكري حسن على كل حال«وقال تعالى له:»ولا تدع ذكري على كل حال ،فإن ترك ذكري يقسي القلوب«المقام الثالث:في أنه ينبغي ذكره تعالى في كل مجلس ،فعن النبي )ص(:»ما من مجلس يجتمع فيه أبرار وفجار فيقومون على غير ذكر الله،عز وجل ،إلا كان حسرة عليهم يوم القيام«،وفي غيره إضافة ذكر النبي وآله صلوات الله عليهم إلى ذكره.المقام الرابع:تستحب كثرة الذكر ليحبه الله تعالى ،ويكتب له باءة من النار ،وبراءة من النفاق،وليذكره الله،وقال تعالى لموسى :»اجعللسانك من وراء قلبك تسلم،وأكثر ذكري بالليل والنهار تغنم«.المقام الخامس:الذكر في الخلوات،فقد قال تعالى لعيسى عليه السلام :»ألن لي قلبك،واذكرني في الخلوات«.المقام السادس:يستحب الذكر في ملأ الناس ،فقد قال تعالى لعيسى عليه السلام:»اذكرني في ملأ أذكرك في ملأ خير من ملئك«.وفيالبيت لتكثر بركته،وتحضره الملائكة،وتهجره الشياطين.المقام السابع:يستحب ذكر الله تعالى في كل واد ،ليملأ للذاكر حسنات.المقام الثامن :يستحب لدفع الوسوسة.المقام التاسع:يستحب الذكر في الغافلين ،لأن الذاكر في الغافلين كالمقاتل عن الغازين.المقام العاشر:استحباب الذكر في النفس،ورجحانه على العلانية من بعض الوجوه.المقام الحادي عشر:يستحب ذكر الله تعالى في السوق،ليكتب له ألف حسنة،ويغفر له يوم القيامة مغفرة لا تخطر على بال بشر.المقام الثاني عشر:إن للذكر فضيلة خصوصية اللفظ،ومحلها اللفظ العربي ،وتختلف مراتب فضيلته باختلاف فصاحته،وبلاغته،وفضيلة المعنى،ويحصل أجرها بذكر أسمائه تعالى بالفارسية ،والرومية،والعربية.وقد يقال بتفاوت الأجر بتفاوتها.