إذا كنت ممن يعشقون تربية الكلاب فقد يكون ذلك من حسن حظ أطفالك، حيث اكتشفت دراسة أخيرة أن الأطفال الذين يترعرعون في بيوت مع حيوانات أليفة مثل الكلاب أقل عرضة للإصابة بأمراض الحساسية، والآن قامت دراسة حديثة قام بها باحثون من جامعة كاليفورنيا بولاية سان فرانسيسكو بتسليط الضوء على السبب.






بالعمل على الفئران اكتشف العلماء أن التعرض للأتربة والغبار داخل المنازل التي تحتوي على حيوانات أليفة مثل الكلاب كانت سببا لوقاية تلك الفئران من فيروس شائع يطلق عليه (RSV- فيروس التنفس المخلوي) الذي يصيب الرئتين وممرات التنفس الهوائية، وهو السبب الرئيسي لأمراض الجهاز التنفسي عند الأطفال الصغار (بينما يسبب للكبار عادة أعراض البرد) حيث ترتبط هذه العدوى الخطيرة بزيادة خطر التعرض لمشكلات في الجهاز التنفسي مثل الربو فيما بعد.


بدأت الباحثة "كي فوجيمورا" وفريقها بإجراء البحث على ثلاث مجموعات من الفئران كالآتي:
- تعرضت مجموعة لأتربة المنزل الموجود به كلاب وتعرضت بعد ذلك لفيروس التنفس المخلوي.

- المجموعة الثانية أصيبت فعليا بفيروس التنفس المخلوي بدون أن تتعرض للأتربة الموجودة بالمنزل.

- مجموعة كانت تحت التحكم من الفئران لم تتعرض لا للأتربة المنزلية ولا لفيروس التنفس المخلوي.

النتائج التي توصل إليها الباحثون:
- وجدت الدراسة أن الفئران الذين يتنفسون غبار المنزل وتعرضوا لفيروس التنفس المخلوي لم تنمُ لديهم أعراض العدوى مثل التهاب الرئة وإفراز المخاط، حيث بدت هذه الحيوانات تماما كأنها تحت التحكم.

- ثم قام الباحثون بعد ذلك بفحص الميكروبات التي تعيش داخل أمعاء الحيوانات المحمية، واكتشفوا أن أنواع البكتيريا التي لديهم مختلفة وأكثر تنوعا عن تلك الموجودة داخل أمعاء الحيوانات المصابة بفيروس التنفس المخلوي.

ماعلاقة بكتيريا الأمعاء ومرض الربو؟
ربما هناك الكثير من العلاقات، حيث يكتشف العلماء حاليا أن (المايكرو بايومي – microbiome) كما يعرف عنها تعتبر من أكثر أنواع البكتريا النافعة شيوعا والفيروسات التي تعيش في وعلى الجسم البشري بما في ذلك الأمعاء، وهي لا تلعب فقط دوراً حيوياً في وظائف الجسم الأساسية مثل هضم الطعام، إنتاج الفيتامينات وصد العدوى، إنما تساهم أيضا في نمو بعض الحالات المرضية المزمنة مثل السرطان، البدانة والربو.

وتبدأ أجسامنا في اكتساب هذه الميكروبات الخطيرة عند المولد، خلال رحلتها عبر قناة الولادة، ومن تلك النقطة يؤثر التعرض لكل شيء بدأ من الأجداد وحتى الحيوانات الأليفة على بنية ( الميكروبايومي).

فقد افترضوا أن التعرض للجراثيم في مرحلة الرضاعة عندما يبدأ الجهاز المناعي في مرحلة النضج قد يساعد على حماية الأطفال من الحساسية والربو فيما بعد.

وفي عمل أخير اكتشفت "فوجيمورا" أن التعرض لأتربة المنازل التي تحتوي على قطط أو كلاب بها أنواع مختلفة اختلافاً ملحوظاً من البكتيريا عن تلك الموجودة داخل المنازل التي ليس بها حيوانات أليفة.

كما اقترحت دراسات سابقة أن التعرض المبكر أو امتلاك الحيوانات الأليفة يرتبط بانخفاض مخاطر الإصابة بالربو، وقادهم ذلك إلى التخمين بأن الميكروبات الموجودة بالكلاب التي تعيش وتتعرض لغبار المنازل ربما تستعمر الجهاز الهضمي وتعدل الاستجابات المناعية، كما تحمي المضيف من مسببات الربو أو فيروس التنفس المخلوي.

وقد صرحت العالمة بذلك عن الدراسة التي تم تمثيلها في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأحياء الدقيقة بسان فرانسيسكو.

الاكتشافات النهائية لما تم من دراسات:
دعمت هذه النتائج فرضية النظافة المتعلقة بتطور مرض الحساسية والربو والتي افترضت أن التعرض للجراثيم في سن الطفولة يساعد على ما يلي:
- تقوية جهاز المناعة.

- تقليل خطر التعرض لأمراض الجهاز التنفسي.

- الحد من أمراض الحساسية.

فقد أوضحت الدراسات على سبيل المثال أن الأطفال الذين يتربون داخل المزارع وحول حظائر الماشية أقل عرضة لنمو مرض الربو والحساسية من أولئك الذين يعيشون في بيئات حضرية أكثر تعقيما.

تقرير الدكتور روبرت ميلينز:
صرح الدكتور "روبرت ميلينز" متخصص طب الأطفال وأمراض الرئة بجامعة كولومبيا ما يلي:
"يقدر الجميع حقيقة أن هناك شيئاً كبيراً مفقوداً متعلقاً بمرض الربو، وأن العدوى الفيروسية ترتبط بوضوح بهذا النوع من التجارب المثير للاهتمام لأنه يشير إلى وجود آلية لكيفية تحقيق ذلك".

وقد لخصت "فوجيمورا" حديثها إلى أن التعرف على أنواع محددة من الميكروبات والآليات الدقيقة التي تكمن وراء الأثر الوقائي لغبار المنازل الموجود بها حيوانات أليفة كالكلاب لتساعد الباحثين على فهم أفضل والبحث عن علاج لأمراض الحساسية والربو.