ما ظرورة أن يكون القائد لليوم الموعود ( الامام المهدي عج ) معصومـاً ؟
١- كونه وارثاً علم الإمامة المتضمن للأسس الرئيسيـة للفكر القيادي العالمي .. وارثاً له من آبائه المعصومين عن رسول الله ص عن الله عز وجل . وأنى لمن يوجد في العصور المتأخرة الحصول على ذلك ، إلا بوحي جديد من الله تعالى ، وهو ما حصل الأجماع من قبل سائر المسلمين على عدم حصوله للمهدي عج .
٢- الشعور بالأبوة للبشر أجمعين ، فهو حين يحارب الكافرين والمنحرفين ويقتل العاصين ، لا يشعر تجاههم بحقد أو ضغينة وأنما يحاربهم من أجل مصالحهم ونشر العدل والسعادة في ربوعهم وإيصال الحق الى أذهانهم والذي هو أدرى بها من أنفسهم كونه معصوم .
وقد رأينا في الفتح الأسلامي بعد أنحسار القيادة في غير المعصوم ، قد تحول الى مقاصد أخرى لا تمت الى الشعور بالعطف الأبوي على الشعب المغلوب بأي صلة .. إنما أصبح الفتح تجارياً محضاً .
فأذا كان هذا الشعور ( الأبوي نحو المغلوب ) متعذراً في الفتح الأسلامي العالمي ذو النطاق المحدود ، فكيف بالفتح الأسلامي العالمي ، بما تزهق فيه النفوس وما تحص فيه من أموال ، وما يتسع فيه من سلطان .
٣- عدم الأنحراف بالقيادة عن مفهومها الأسلامي الصحيح الذي يشجب أستغلالها في سبيل ترسيخ الكرسي والتمسك بدفة الحكم والجشع الشخصي . فهذه الآثار السيئة والعواطف المنحرفة والتي لا تكاد تنفك عن كل من يحكم رقعة من الأرض أو دولة معينة ، فكيف إذا أصبح الحكم عالمياً وأصبحت السيطرة والنفوذ في القمة من السعة والشمول .
إن الفرد مهما كان صالحاً ونقياً قبل هذه القيادة ، ستكون مثل هذه القيادة محكاً لأنحرافه وطمعه ، مالم يكن معصوماً بالفعل عن أرتكاب كل قبيح ومعصية في التشريع الأسلامي .
٤- الدقة الكاملة في التطبيق العالمي للأطروحة العادلة الكاملة ، وهذه الدقــة يمكن أن تتوفر للمعصوم بكل سهولة ، بناء على الفهم الأمامي للعصمة . وهو أن المعصوم ممتنع عليه الخطأ والنسيان مضافاً الى عصمته من الذنوب ، وإن الأمام ( متى أراد أن يعلم شيئاً أعلمه الله تعالى ذلك ) كما نطقت به الأخبار فأن المشاكل العالمية مهما كثرت وتعقدت ، يمكن للأمام المتصف بهذه الصفات ، أن يهيىء لحلها أقرب الأسباب .
تأريخ مابعد الظهور للسيد الشهيد محمد الصدر ( قدس )
الباب ١ الفصل ٢ صفحــــة ٤٣ . نسألكـــــم الدعــــــــــاء .