نحن أكثر المجتمعات التي تقول الحكمة وأقلّ المجتمعات تطبيقاً لها ، حتى حِكَمنا هي نتاج تجارب الآخرين، وهي مستوردة مثلها مثل سجادة الصلاة والسّبحة التي نُسبح بها للّه ولو كنَّا وجدنا من يُصلّي لنا ويدعو بدلاً عنَّا لفعلنا ! نحن نكتب تجارب الآخرين بدهشة وتعجّب وذلك ليس عيبًا، ولكن العيب كلّ العيب أنّنا نكتبها فقط؛ ألم نتعلّم أنّ الحكمة هي نِتاج التجربة وليس العكس ! ولكن حياتنا لا تُنتج حكمة . تنتج رعبا وتورّث همّاً وأسبابًا للخلاف والصراع والحِقد على الآخر الذي نُدينه ونعيش بفكره وأفكاره تعلّمنا أن نتكلّم ( نحن أكثر مجتمعات الأرض استهلاكًا للكلام ) ولم نتعلّم على الفعل.
تعلّمنا أن نحلم ولم نتعلم السّعيَ لتحقيق الأحلام . تعلّمنا أن نكتشف أسباب الموت ولم نتعلم أن نكتشف أسباب الحياة . . تعلّمنا أن نكتب التجربة ولم نتعلم أن نعيشها . . تعلمنا أن ننقاد ولم نتعلم أن نكون قادة حتى مع أنفسنا . . تعلّمنا أن نكون عبيداً ولم نتعلم أن نكون أسيادا . . تعلّمنا سُبل الإيمان لكنّنا لم نَسلُكها . . تعلّمنا أنّ طريق الله هو الحبّ والخير المُطلق . . وسلكنا به كل طرق الكراهية والشّـر المطلق . . تعلّمنا أن نحبّ الحياة ولكنّنا لم نتعلم استثمارها .
فلُننتج الحِكمة بدل أن نستهلكها في الكتابة .
مما اعجبني