هنا

[Sally]

TODAY - 31 July, 2010

زيباري: قمت بإلغاء سفرات عديدة شعورا بالحرج . البصري: نزع صلاحيات الحكومة يجب ان لا يكون مؤامرة
المفاوضات جمدت انتظارا لمفاجأة مجلس الأمن.. والعراقية تتحدث عن استعداد لمحاسبة المالكي

بغداد

عاد الجمود مرة أخرى ليخيم على محادثات تشكيل الحكومة المقبلة، بسبب انشغال العديد من القادة بمراسم دينية في النجف وكربلاء، الى جانب رغبة "حذرة" بانتظار ما سيسفر عنه التقرير الدولي حول العراق الاربعاء المقبل، من "مفاجأة" تحدث عنها أرفع مسؤول أممي في بغداد.
وتجري هذه التطورات في وقت بدأ وزراء بارزون بالحديث عن "حرج رسمي" شديد نتيجة تعثر محادثات الكتل، بينما قال نواب ان رئيس الوزراء نوري المالكي فقد الكثير من صلاحياته، اثر اتفاق الجميع على ان حكومته "لتصريف الاعمال"، في وقت ذكر نائب عن "العراقية" ان هناك من يقوم بالاعداد لمراجعة قرارات حكومة المالكي عن الفترة السابقة.
وفي تصريح لـ"العالم" قال محمود عثمان، عضو التحالف الكردستاني، انه "مستغرب" من انشغال الكتل السياسية بقضايا ثانوية تاركين قضية تشكيل الحكومة التي تعد من القضايا الاساسية التي يجب ان تبحث، مشيراً الى ان كافة الاطراف "باتت عاجزة عن حل المشاكل الاساسية لتنشغل بجدل يومي لا فائدة منه".
ويعقد مجلس الأمن الدولي في الرابع من شهر آب المقبل، جلسة خاصة لمناقشة تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في العراق ومدى التزامه بتطبيق القرارات الدولية الصادرة بحقه بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وسيقدم ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق آد ميلكرت تقريرا الى مجلس الأمن بشأن رؤيته للأوضاع في العراق، وتمت الاشارة الى ان التقرير سيتضمن "مفاجئات وستدرج فيه مسألة تعثر تشكيل الحكومة بعد أكثر من اربعة اشهر على الانتخابات".
وحول تقرير ميلكرت قال عثمان ان مجلس الامن يبحث سنوياً موضوع العراق ومدى التقدم الذي احرزه، سواءً من الناحية الخدمية او الامنية، كذلك يشرح التقرير المزمع مدى اهلية الحكومة للخروج من البند السابع. مضيفاً ان التقرير "سيكون مفاجئاً على اعتبار ان الاطراف السياسية في البلاد وخلال خمسة اشهر مضت، لم تشكل حكومة وبالتالي فإن هذا الامر سيولد خيبة امل وصورة سلبية ستكون مباغتة للبعض".
وقال عثمان ان الكتل "باتت تنتظر يوم 4 من اب ليأتي لهم بالحل بعد ان تعبوا من الاتصالات فيما بينهم".
والى جانب حديث ميلكرت عن "مفاجآت" في تقريره، كان ابرز التطورات السياسية التي شهدها الاسبوع الماضي، وصف حكومة المالكي بأنها لتصريف الاعمال، وهو امر تحقق بفعل توافق معلن بين الائتلاف الوطني (التيار الصدري والمجلس الاعلى خصوصا) والقائمة العراقية، وهم ابرز خصوم المالكي.
وأدلى وزير الخارجية هوشيار زيباري امس الاول الخميس، بحديث نادر لوكالة فرانس برس، وقال ان الحرج جعله يلغي العديد من مشاريع سفره.
وقال ان عدم تشكيل حكومة جديدة بعد اكثر من خمسة اشهر على الانتخابات التشريعية "يضع البلاد في وضع حرج، ويعرقل القرارات على المدى الطويل".
واعتبر الوزير ان الحكومة المنتهية ولايتها صارت غير قادرة على اتخاذ قرارات استراتيجية.
وتابع انه اضطر الى "الغاء عدة زيارات" الى الخارج لانه يشعر انه "عاجز عن توضيح سبب عدم تشكيل حكومة جديدة في بغداد للدول الاخرى".
وقال زيباري في مكتبه في الوزارة "لكي اكون صريحا معكم، انه امر محرج بالنسبة الي وتجنبت عدة زيارات الى الخارج".
وقال فؤاد معصوم الثلاثاء الماضي، ان "ممثلي الكتل السياسية اكدوا على توصيف الحكومة الحالية بانها حكومة تصريف اعمال".
كما قالت حكومة المالكي في بيان انها تؤدي مهامها استنادا الى الصلاحيات الدستورية ولا تتخذ قرارات استراتيجية، موضحة ان مجلس الوزراء ناقش "الموضوع وهو يؤكد ان الحكومة الحالية تقوم بمهامها لكنها لا تقوم بعقد اي اتفاقات استراتيجية او معاهدات او تعيينات خاصة ولا تقوم بصرف اي مبالغ خارج تخصيصات الموازنة المصادق عليها منذ انتهاء اعمال مجلس النواب ولغاية انتخاب حكومة جديدة".
وفي حديث لـ"العالم" قال خير الله البصري، عضو ائتلاف دولة القانون، ان وصف الحكومة بأنها لتصريف اعمال يجب ان ينبثق "عن ارادة توافقية، اما ان تكون بمؤامرة فإنه امر بعيد عن توافق الكتل السياسية".
وأضاف "ان قادة العراق باتوا يبحثون في الدستور، ما يملأ الفراغ الدستوري الذي يجب ان يكون من خلال التراضي والتوافق السياسي وليس العكس".
وتابع ان تمسك المالكي "ينطلق من حرصه على ادامة النظام في البلاد" مبينا ان من يطالب بتنحي المالكي عن السلطة "تناسى بأن هذا الامر سيؤدي الى فوضى سياسية ونظامية ولابد من وجود شخص يدير هذه الامور" بحسب قوله.
وبشأن تصريحات اد ميلكرت وتقريره الذي يعتقد انه "سيكون مفاجئا" قال البصري ان مجلس الامن "يشعر بحالة قلق شديدة تجاه العراق ولا يمكن ان يقف مكتوف الايدي ازاء ما يجري في البلاد" مضيفاً "نتمنى من الكتل السياسية ان تغلق باب التدخل الاجنبي، خاصة وان القضية لن تخرج الى اطار التدخل الخارجي حيث يتحتم على العراقيين ان يكونوا هم اصحاب المبادرة في حل قضيتهم".
من جانبه، يرى محمد سلمان، عضو القائمة العراقية، بان توصيف الحكومة، بتصريف الاعمال سيكون له اثر عبر "الضغط على الكتل السياسية، باعتبار ان من يعمل في السلطة يشعر بالاسترخاء، كونه مستمر بعمله".
وقال لـ"العالم" ان اللجوء الى توصيف الحكومة بتصريف الاعمال "سيحد من صلاحيات الحكومة وبالتالي ستكون منزوعة الصلاحيات" مضيفاً "نعتقد بأن هذا الامر سيضغط على المالكي ويجعله يعيد النظر في نيته بتشكيل الحكومة المقبلة".
وذكر سلمان ان مهام رئيس الحكومة "سارية خاصة فيما يتعلق بالمحافظة على الوضع الامني، لكن بالمقابل ليس من صلاحية رئيس الحكومة اقالة او تعيين اي قائد امني سواءً في وزارة الداخلية او الدفاع الا بالرجوع الى البرلمان الذي لم ينتخب الى الان هيئته الرئاسية".
الى ذلك قال عز الدين الدولة، عضو القائمة العراقية، ان حكومة نصريف الاعمال تعني "تمشية الامور اليومية دون اتخاذ قرارات مهمة او اللجوء الى تعيينات او ملء شواغل في الحكومة".
وحول مطالبتهم المستمرة بتوصيف الحكومة بأنها لـ"تصريف الاعمال" اوضح الدولة لـ"العالم" ان من يدعو لذلك "ليس من دعاة التخريب او معاداة الحكومة بل من دعاة تطبيق القانون".
وتابع ان البرلمان الذي خول الحكومة "انتهت صلاحيته وعليه لا جدوى من حكومة بدون ان تكون هناك جهة تراقب اعمالها".
ويقول الدولة ان "الاطراف السياسية تعكف الان على ورقة لمحاسبة الحكومة اذا ما انعقد البرلمان الجديد، خاصة اذا آمنت الاغلبية بان الحكومة كانت حكومة تصريف اعمال منذ 16 من اذار (مارس) الماضي الامر الذي يتيح مراجعة اعمال هذه الحكومة الى يوم تشكيل الحكومة الجديدة".

elalem

[EvAnEsCeNcE]

تسلمي قلبي عالاخبار
عاشت ايديج