دائمًا ما تبهرنا صناعة الزجاج وطرق تشكيل السائل المنصهر وكيف يبرد فيتحول من اللون الأحمر الملتهب إلى الشفافية الصافية بلا لون. يتطلب الأمر أعصاب من حديد وخبرة كبيرة للسيطرة على تللك الحمم الحمراء وتشكيلها بلا خطأ؛ صحيح أنه يمكنك دومًا إعادة العمل إلى الأتون لصهره أو تليينه والبدء من جديد إلا أنني لم أر أي من الزجّاجين المحترفين يقومون بهذا. لذلك، لا يمكنك أن تصف عملية تشكيل الزجاج بالأمر الممل أبدًا.
ينطبق هذا على أبسط أشكال الزجاج حتى؛ أما إذا كنت من عشاق أعمال الزجاج اليدوية المعقدة مثلي، فلابد وأن تشاهد أعمال الزجّاج والفنان ساتوشي توميزو Satoshi Tomizu والذي ينتقل بتلك الصنعة إلى مستوى آخر مدهش. ساتوشي يصنع بلورات زجاجية صغيرة تحوي نماذج كاملة من مجموعات شمسية غامضة ومجرات بمدارات شاسعة ومتقاطعة، وقد أطلق على هذه السلسلة من الأعمال اسم “بلورة الفضاء Space Glass”.
بكواكب من حجر الأوبال ونتف من الذهب الحقيقي ومدارات بيضاوية من الزجاج الملون، تبدو تلك البلورات كعوالم مصغرة محبوسة براحة يدك! الصور التي ترونها هنا تمت بتقنية الماكرو أو التصوير فائق الصغر عن قرب حتى يمكننا رؤية كل تلك التفاصيل وأكثر، لكن في الواقع فإن هذه البلورات صغيرة للغاية وتحوي حلقة زجاجية إلى جانبها حتى يمكن استخدامها كقلادة مميزة.
ولا يقتصر عمل ساتوشي المميزة على الكواكب والمجرات فحسب، وإنما يشمل عنصرًا أرضيًا هو رمز الجمال نفسه … الزهور! والأكثر إثارة للدهشة هو أن بلورات الزهور تبدو أشبه بعوالم أخرى لا تقل جمالًا وسحرًا عن تلك التي تحوي الكواكب ومدارات الشموس!
فاز ساتوشي مؤخرًا بجائزة أتيليه نوفا للتصميم Atelier Nova Design Award عن عمله الأخير “بلورات الفضاء”؛ ويمكنكم استكشاف المزيد من أعمال ساتوشي بمطالعة معرض أعماله على صفحته على فيسبوك أو على موقعه الشخصي.