في الوقت الذي تشهد فيه دولنا العربية اضطرابات اقتصادية وسياسية تنعكس سلبًا على مستوى التحصيل العلمي، نجد أن هناك الكثير من العرب المبدعين الذين لم يفقدوا الأمل في تحقيق أحلامهم، وتمكنوا من خلال عملهم الدؤوب وعبقرتيهم المميزة، من الوصول إلى أعظم المؤسسات في العالم. فقد لا يصدق القارئ أن هناك علماء عرب يعملون في وكالة ناسا الأمريكية للفضاء، لكن هذه المعلومة هي حقيقة لا يمكن انكارها، وما يدل على وجود هؤلاء العلماء هو التأثير والإنجازات التي حققوها ويحققونها في الوقت الحاضر، هذه الإنجازات التي أثرت بشكل مباشر ورئيسي على عدد من مهمات الفضاء والأبحاث العلمية التي قامت بها وكالة ناسا.
المحتويات
1 – أسماء بوجبيار
2 – شارل العشي
3– سلوى رشدان
4 – مصطفى شاهين
5 – كمال الودغيري
6 – محمد الأوسط العياري
7– نور الدين ميكيليشي
8 – يوسف تومي كمال
9 – عصام حجي10
– لطفي مزيد عياد
1 – أسماء بوجبيار
تعتبر أسماء بوجبيار ثاني امرأة عربية تعمل في وكالة ناسا. وهي أول امرأة مغربية تصل لهذا المنصب.
ولدت أسماء بوجبيار في عام 1984 في المغرب من أب مغربي وأم تونسية، حصلت على شهادتها الثانوية من ثانوية ليوطي بالعاصمة المغربية الدار البيضاء، ثم دخلت الجامعة وحصلت منها على شهادة الإجازة في علم الأرض أو الجيولوجيا، ثم تابعت تحصيلها العلمي وحصلت على الماجستير في علم البراكين، ولم تتوقف عند هذا الحد فقد تابعت دراستها وحصلت على شهادة ماجستير ثانية، ثم حصلت على الدكتوراه بعد أن قدمت أطروحة تتحدث فيها عن تشكل الكواكب، هذا التخصص هو ما منحها الفرصة للتقدم إلى وكالة ناسا عندما كان عمرها 27 عامًا، حيث تمكنت من الحصول على هذا الوظيفة بعد المنافسة في مسابقة تقدم إليها المئات من الباحثين والعلماء والطلبة.
وتكريمًا لإنجازاتها العلمية الكبيرة منحها ملك المغرب محمد السادس وسام المكافئة الوطنية بدرجة فارس. والآن تعمل أسماء كعالمة وباحثة في مجال علوم الأرض والبراكين بمدينة هيوستن في ولاية تكساس الأمريكية.
2 – شارل العشي
ولد شارل العشي في 18 من نيسان عام 1947 في مدينة رياق في بقاع لبنان، في عام 1964 حصل شارل العشي على منحة دراسية ليكمل دراساته العليا في جامعة غرونوبل الفرنسية، حصل من هذه الجامعة على دبلوم في هندسة البوليتكنيك، انتقل بعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة في معهد كاليفورنيا التكنولوجي وحصل منها على شهادة الماجستير في علوم الكهرباء.
يشغل العشي الآن منصبًا رفيع المستوى في وكالة ناسا، فهو مدير مختبر الدفع النفاث، كما أنه نائب رئيس معهد كاليفورنيا للتقانة.
ارتبط اسم شارل العشي بالعديد من الدراسات العلمية المهمة ويقدر عدد الدراسات التي قام بها بـ 230 دراسة علمية وبحث عن الفضاء الخارجي والمايكروويف وغيرها من الدراسات الأخرى. إضافة لكل هذه الإنجازات عمل شارل العشي قائدًا لفريق التجارب الذي يحضر لمشروع تيتان، وكان معاون المسؤول عن مشروع روزيتا الذي أطقته وكالة الفضاء الأوربية إيسا، إضافة للعديد من المناصب الأخرى المهمة والحساسة في وكالة ناسا. والآن يحمل شارل العشي الجنسيتين اللبنانية والأمريكية.
3– سلوى رشدان
قد يظن البعض أن الوصول إلى وكالة ناسا والعمل فيها يحتاج إلى التحصيل العلمي لسنوات طويلة، لكن هذا الأمر لم يحصل مع العالمة سلوى رشدان، فقد تمكنت من أن تصبح عالمة في وكالة ناسا وهي في سن الـ 27 من العمر، وتمكنت وبكل جدارة من فرض وجودها لتصبح من أشهر الشخصيات النسائية العربية.
درست سلوى وحصلت على الشهادة الثانوية عام 2003 من مدرسة القاضي عياض بمدينة مراكش المغربية، ثم درست في إحدى الجامعات المحلية وحصلت على الإجازة في علوم البيئة عام 2006 بدرجة تفوق، ثم أكملت دراستها وحصلت على شهادة الماجستير في علوم البيئة والتنوع الأحيائي.
أرادت سلوى متابعة دراستها وتحصيلها العلمي والوصول إلى الدكتوراه فقامت باجراء أبحاث عن القطاع الفلاحي وإمكانية تكيفه مع تغيرات المناخ، ومن خلال أبحاثها هذه تمكنت من المشاركة في عدة مؤتمرات علمية عالمية.
أعجبت بعض المنظمات غير الحكومية بأبحاثها فقدموا لها منحة لمتابعة دراساتها وأبحاثها وتطوير إمكاناتها العلمية، ومن هذه المنظمات الأمم المتحدة والمؤسسة الألمانية للتبادل الطلابي، هذه المنح مكنت سلوى من العمل في مختبرات علمية كثيرة ذات مستوى علمي متقدم في عدة دول كألمانيا وإيطاليا والإمارات.
قامت باجراء بحث علمي عن الأمن الغذائي في المغرب خلال العشرين سنة المقبلة. وهي تعمل حاليًا في وكالة ناسا على نفس الأبحاث السابقة التي قامت بها وذلك للاستفادة منها على المستوى العالمي.
4 – مصطفى شاهين
من أبرز العلماء اللبنانيين في مجال الفضاء، ولد في عام 1935، وحصل في عام 1960 على شهادة الدكتوراه في فيزياء الموائع من جامعة بيركلي بولاية كاليفورنيا الأمريكية، حين كان في سن الـ 25 من العمر. وقد عمل في وكالة ناسا في مختبر الدفع النفاث عندما كانت حقبة غزو الفضاء في بدايتها، وكانت له دراسات ساهمت بشكل مباشر في معرفة وقياس درجة الحرارة والأرصاد الجوية باستخدام الأقمار الصناعية.
كان مصطفى شاهين رئيس لجنة علمية متخصصة بدراسة المناخ على الأرض بين عامي 1975 – 1978، ثم ترأس قسم علوم الأرض والفضاء في مختبر الدفع النفاث بين عامي 1978 – 1986، ثم تولى منصب المدير لمختبر الدفع النفاث لمدة 17 عامًا.
يعتبر مصطفى شاهين من العلماء الذين يؤيدون فكرة وجود مخلوقات فضائية تعيش خارج كوكبنا ويدعم القيام بأبحاث للكشف عن أشكال الحياة خارج الأرض.
تكريمًا للإنجازات الكبيرة التي قام بها لوكالة ناسا تم إطلاق اسمه على أحد الكويكبات وهو كويكب Chahine 4103. توفي مصطفى شاهين في عام 2011 بعد سلسلة من الانجازات الكبيرة التي قدمها للبشرية.
5 – كمال الودغيري
مهندس إتصالات مغربي الأصل. سافر إلى الولايات المتحدة في أواخر الثمانينات ليكمل دراسته العليا، ويعتبر من أكثر العلماء الذين عملوا في مهمات الهبوط والمتابعة للمركبات التي أرسلت إلى كوكب المريخ، حيث عمل في مهمة هبوط المسبار سبيريت Spirit وأبورشونيتي Opportunity على الكوكب الأحمر، وكان من المسؤولين في فريق هبوط المركبة كيوريوسيتي Curiosity التي تعمل حتى الأن، وكان عمله يشمل متابعة الإشارات الصادرة عن هذه المركبات.
ورغم عمله في وكالة ناسا، لم ينسى كمال بلده الأم المغرب فكان يعمل دائمًا على تعليم الطلاب المبتدئين في المغرب من خلال دورات وحصص تعليمية قام بتنسيقها مع وكالة ناسا.
6 – محمد الأوسط العياري
مهندس مدني ومخترع تونسي الأصل، يعمل كبيرًا لمستشاري وكالة ناسا، ولد في نوفمبر عام 1959، ودرس في المدرسة التونسية الوطنية للمهندسين، وحصل على شهادة في الهندسة المدنية، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ودرس في جامعة كولورادو وحصل منها على الدكتوراه في الميكانيك التطبيقية، وقد طلبت منه أحد الجامعات الكندية أن يقدم دراسة خاصة عن الخزانات والهياكل التي تدفن فيها النفايات النووية تحت الأرض حتى تتحلل.
وبعد كل هذه الدراسات عمل مع وكالة ناسا وساهم بشكل كبير في إصلاح المرآة العاكسة لتيليسكوب هابل الفضائي. وفي عام 1995 منحته جامعة كندية لقب أستاذ محاضر مدى الحياة.
7 – نور الدين ميكيليشي
عالم جزائري الأصل ويعتبر من أشهر الباحثين في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو أحد أعضاء المجلس الاستشاري لوكالة ناسا، ومن أشهر الإنجازات التي قام بها هي صناعة وتطوير أدوات للحصول على صور لكوكب المريخ مما ساهم في تسهيل مهمات استكشاف الكوكب الأحمر.
إضافة إلى ذلك فإن البروفيسور ميكيليشي حاصل على 14 براءة اختراع، وله أكثر من مئة بحث منشور في مجلات علمية عالمية متخصصة بعلم الفيزياء وعلوم البصريات.
نال عددًا من الجوائز تقديرًا لإسهاماته العلمية ومنها جائزة سمارت وجائزة كابيتول هيل وجائزة ناسا للبحث العلمي، كما أنه حصل على لقب رمزي من حاكم ولاية ديلاوير وهو لقب سفير الولاية إلى الكوكب الأحمر.
8 – يوسف تومي كمال
عالم وباحث علمي جزائري بدأ حياته العلمية في معهد ماساتشوستس للتقانة وأصبح متخصص في علم الروبوتيك والهندسة الميكانيكية.
يعمل مستشارًا لأكثر من شركة متخصصة في التقنيات منها شركة أيدو وأوكسبام ودايو، كما أنه أحد أشهر الباحثين في وكالة الفضاء والطيران الأميركية ناسا.
تتركز معظم أبحاثه على المحاكاة والروبوتات، وإضافة لأعماله السابقة فقد عمل في الوكالة الوطنية للتكنولوجيا ومركز تنمية التكنولوجيا في فنلندا.
9 – عصام حجي
عالم مصري يعمل في قسم تصنيع محركات الصواريخ الفضائية بوكالة ناسا ضمن فريق متخصص بالتصوير بالرادار، حاصل على شهادة البكالوريوس من جامعة القاهرة، سافر بعدها إلى العاصمة الفرنسية باريس ليكمل دراسته وحصل فيها على شهادتي الماجستير والدكتوراه، وهو يشرف الآن على المهمات العلمية المتعلقة باستكشاف كواكب المجموعة الشمسية من خلال عمليات التصوير بالرادار.
ويعمل عصام حجي الآن على تطوير قمر صناعي متخصص بدراسة المياه الجوفية والتأثيرات التي يمكن أن يحدثها التغير المناخي على المناطق الصحراوية، كما أنه جزء من فريق يجمع بين علماء من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا ووكالة الفضاء الأوربية إيسا من أجل دراسة المذنبات، ومن أهم الأعمال التي قام بها هي تدريب رواد الفضاء من أجل المهمات المختلفة، وفي عمليات البحث عن المياه على كوكب المريخ، إضافة لعمله في تدريس علوم الفضاء بجامعة باريس.
10 – لطفي مزيد عياد
عالم فلسطيني من رام الله، ويعمل في وكالة ناسا منذ ثمانينيات القرن الماضي، قام بتأسيس شركة هندسية في ولاية فلوريدا الأمريكية وهي شركة Cape Design Engineering وهي شركة تتعاقد معها وكالة ناسا في بعض المشاريع.
طلبت منه وكالة ناسا أن يصمم لها مختبرًا فضائيًا خلال مدة سبعة أشهر ونصف الشهر وتمكن من تنفيذ هذه المهمة واتمامها بالشكل المطلوب في الوقت المناسب، وتقديرًا لهذا الإنجاز قامت ناسا بتكريمه في حفل أقيم في فرع الوكالة في كندا وأعطته وسام EPAM.
وكان لطفي مزيد عياد قد قام بتصميم منصة الإطلاق للمركبة الفضائية التي حملت المسبار نيو هورايزون New Horizon المخصص لاستكشاف كوكب بلوتو، كما قام بإجراء إعمال صيانة لأحد المركبات الفضائية، وساهم في صناعة مكوك للفضاء. اضافة لكل ذلك مازالت وكالة ناسا تتعاقد مع شركته لإجراء عمليات صيانة لعدد من اقسامها الداخلية.