منقولة كلمات جميلة جداأنا حقًا لا أعرف بأي عبارة أبدأ رسالتي هذه، أي عبارة هي التي قد تصف صداقتنا، أي عبارة يمكن أن تليق برسالة موجهة إليك. فكرت أن أكتب أبيات من الشعر. أو كلمات لأغنيات. لكن لم أجد ما يعبر عن شوقي لك.
ما بعد.
كم أشعر بالشوق كي أنظر إلى وجهك، وكم أشعر بالشوق إلى أن أقول صباح الخير لك. وتجيبين بصباح النور. كم مر من الوقت وأنت بعيدة. كم أود أن أعرف أخبارك. وأخبار من حولك.
كيف حال والدتك. أقصد والدتنا. فكم من مرة طلبت منها أن تذهب إلى المدرسة عندما أكون قد ارتكبت ذنبًا ولا أريد أن تعرف أمي. كنت أعلم أنها تخبر أمي بكل تلك المرات. لكنها كانت تشبه أمي كثيرًا. كم أنا أشعر بالشوق لسماع قصة من قصصها. التي تحكيها ونحن من حولها. فتزين بها السهرات. تلك القصص التي تبقى في ذاكرتنا. كيف حال الخبز الذي تخبزه. والرائحة التي تفوح منه وتملأ المكان. كيف حال والدتنا. وكيف صحتها.
كيف حال ذكرياتنا معًا. هل تذكرتي. أنا متأكدة من أنك تذكرتي كل ما كنا نفعله.
عندما قررنا أن ندخل المطبخ. ونصنع ألذ كعكة. أذكر حينها أننا لم نترك أي شيء دون أن نضع الطحين عليه. ثم بعد أن انتهينا. نسينا الكعك في الفرن. ولم ننتبه. أمي دخلت مسرعة حينها. تبحث ما الذي يحترق. حينها نظرنا إلى بعضنا. وأخفينا الضحكة. كان الكعك قد تفحم. لكنه كان لذيذ. في النهاية كانت عقوبتنا أن نأكل الكعك.
تذكرت عندما قررنا أن نقسم الدروس التي علينا حفظها للامتحان بيننا. وفعلًا درس كل منا قسم. وفي يوم الامتحان. قامت المعلمة بتفريق مقاعدنا. عندها كم كنت أتمنى أن تخبريني بأجوبة الأسئلة التي لم أدرسها. وكانت نتيجتنا سيئة. واكتشفت المعلمة ما فعلناه. وأخبرت والدانا.
لا أستطيع أن أنسى أبدًا كيف كنتي تساعدينني عندما كنت أحتاجك. تلك المرة التي ارتفعت درجة حرارتي بها. عندما كانا والداي مسافران. أنتِ بقيتي إلى جانبي كأمي. عندما استيقظت كنتي أنتِ لم تنامي بعد. وكنت أنا أشعر بحال أفضل.
لم أنسى أبدًا. عندما لم تقبلي أن تتحدثي عن أي شخص في غيابه. وتركتي مجموعة الأصدقاء الذين كان جل حديثهم عن عيوب الأخرين. عندما علمت ومن إحداهن أنك تركتي المجموعة لمجرد أنهن تحدثنا باستهزاء عن تلك الفتاة الفقيرة. شعرت حينها أنك أنت الصديقة التي يجب أن أجعل منها صديقة طفولتي. أنتِ تلك التي لا تجعلني أقلق إن أخبرتها أي سر. علمت حينها أنك تتمتعين بالأمانة. والتي تجعل منك الصديقة الوفية.
لم أنسى أبدًا. حين كسرتي أكثر زهرية مفضلة عند أمك. وحين سألتك عن الفاعل. أخبرتها بكل صدق أن أنتِ من فعل ذلك. لم تشعري بالخوف حينها من العقاب. عرفت وقتها أنك أنتِ الصديقة الصادقة التي أحتاجها في طفولتي وشبابي وعلى مدى عمري كله. لأن الصديق الصادق لا يعوض.
سأبقى أتذكر. عندما كنت أشعر بالحزن. لأنني لم أنجح بواحدة من المواد. وعندها شعرت باليأس. وقررت أنني فاشلة. ولم أتمكن من التغلب على هذا الشعور الذي جعلني غير قادرة على فعل أي شيء أو دراسة أي حرف. أنتِ لم تستسلمي يومها. صرختي في وجهي. صرختي كي أستيقظ من يأسي. وبقيتي تحاولين مساعدتي في الدراسة. وتقومين باختباري. وعندما تقدمت للامتحان. ونجحت بأعلى الدرجات. كانت فرحتك لا تقدر. أنت شعرتي بالفرح أكثر من فرحي أنا يومها. شعرت بأنك الصديقة التي تخاف وتحرص على ما يهمني وما يخصني. شعرت أنك أنت من قد تكونين كأختي. أنا فعلًا كنت بحاجة ولا زلت بحاجة لأخت. فأنا كما تعلمين وحيدة عن والداي. وبقيت وحيدة حتى تعرفت إليك. فأنت أختي.
لقد تعلمت الكثير منك. تعلمت الثقة والقوة. وأنه لا يجب أن أستسلم مهما حصل.
لازلت أحتفظ بهديتك. في عيد مولدي السادس عشر. سجلتي لي أغنية بصوتك. أستمع إليها عندما أشعر بالشوق إليك. فهي تعيدك إلي. كنت حقًا أشعر أنك بجانبي تغنين. أود أن تعرفي أنني كنت أستمع إليها في يوم مولدي منذ السنة التي أهديتها لي وحتى اليوم.
حتى الأن أنا أحتفظ بالصورة التي رسمتها يداك وأعطيتني إياها قبل أن نغادر الحي ونبتعد. لقد علقتها في غرفتي. أنظر إليها كل يوم. وأقول لها “صباح الخير” لعلك تجيبين.
أخبريني عن القطة التي أهديتك إياها. هل هي بخير. هل حتى الأن أنتِ تنادينها باسمي. كم كنت أشعر بالغضب عندما تنادي القطة باسمي. لكن الأن عرفت أن ذلك كان الصواب. فهذا الأمر يسعدني الأن عندما أفكر أنها تذكرك بي بعد غيابنا لهذه السنين.
ماذا عن الوردة المجففة التي أعطيتك إياها قبل مغادرتنا وسفرنا. أنا متأكدة أنك قمتي بحفظها في ذلك الكتاب. كتابك المفضل.
هل تعرفين. إن موعد فتح صندوق ذكرياتنا بعد عدة أيام. هذا الصندوق الذي قمنا بدفنه وحددنا هذا العام تاريخ العودة إليه. أنا حقًا لا أعرف ما الذي أخفيتي به. ولن أخبرك الأن عما أخفيت فيه. أنا أنتظر أن يحين تاريخ الصندوق. حتى أعرف ماذا تخفين فيه.
كيف هو حال الحي. والبيوت الصغيرة. كيف أصبحت. تلك الحجارة التي كنا نلعب بها. والرسومات المرسومة. والأشجار التي كنا نختبئ خلفها. كم أشتاق إلى ذلك المكان. مكان طفولتنا. مكان الألعاب. والحكايات. والأحلام.
كيف حال عملك. أذكر أنك دائمًا كنتي تسعين إلى القمة والنجاح. وأنا متأكدة من وصولك إليها. فأنت صديقتي المقدامة والقوية. والتي تحقق أهدافها.
كيف هو حال اختك. أنا متأكدة أنها في أفضل حال. فأنت من تولى رعايتا. أذكر يوم وفاة والدك. كنت في الثامنة عشر من العمر. عندما نظرت إلى عينيك. فهمت. فهمت ما تفكرين به. فهمت أنك من سوف يتولى رعاية الطفلة الصغيرة التي هي بحاجة إلى أكبر قدر من الاهتمام. كنت أنت بمثابة الأب لها. لقد عملتي مع دراستك. وأمنتي لأختك الحياة التي تحتاج. كيف حالها. وكيف حال دراستها. من المؤكد أنك من اهتم بكل شؤنها لذا أنا متأكدة من أنها ناجحة للغاية مثلك تمامًا.
كيف حال صوتك الجميل. كم كنت أشعر بالسعادة عندما تغنين. كان صوتك يتراقص في الحي. فيجعل العصافير تغني. والورود ترقص.
أما أحوالي. فأنا هنا بأحسن حال. لا ينقصني إلا صوتك الجميل. وضحكاتك التي تبعث الفرح في قلبي. تحسن عملي كثيرًا. واشتريت سيارة كما كنت أحلم وأخبرك مرارًا وتكرارًا بأنني أود لو أشتري سيارة.
صديقتي الغالية. هل يمكنني أن أطلب طلبًا صغيرًا. أود أن تتذكريني على طول أيامك. حتى بعد وفاتي. أود أن تخبري أطفالك عن خالتهم التي تحبهم. والتي كانت تقضي معظم أوقاتها مع أمهم. قصي لهم قصصنا وحكاياتنا. وتكلمي عن ألعابنا ورسوماتنا.
أتمنى أن تتذكري أختك. بدعائك لي. وأن تبقي أختي التي أحب. كما أنني أتمنى أن أنظر إلى وجهك. وأسمع صوتك الحنون.
سأطلب منك أيضًا. أن لا تترددي بطلب المساعدة من أختك إذا كنتي تشعرين بحال سيء. وكلميني عندما تكونين حزينا. وتأكدي أنني لم ولن أتخلى عن أختي.
سأطلب منك. أن تبتسمي دائمًا. فوجه مثل وجهك لا تليق إلا الابتسامة به. ولا تسمحي للحزن والأحزان بالتسلل إليه.
أخبريني عن أحوالك. ابعثي لي برسالة رد. فأنا أشعر بالشوق كي أعرف ما هي أحوالك. لا تتأخري بالرد. فأنا أنتظر بفارغ الصبر.
حتى أنني لا أود أن تنتهي هذه الرسالة. ولا أعرف كيف سأنهيها وأي عبارات السلام قد تليق بك. هل أقول إلى اللقاء. أم إلى اللقاء العاجل القريب. أو كوني بخير. لو أستطيع لاستمررت في كتابة هذه الرسالة إلى الـ لا نهاية. لكن يجب أن أنتهي منها. وعليك أن تختاري ما تفضلين من العبارات.
تأكدي أننا معًا. كوني بخير.