ينكبّ علماء المصريات في جامعة بازل حاليا على دراسة أصبع قدم خشبي يبلغ عمره ثلاثة آلاف سنة عُثر عليه في مقبرة بالقرب من مدينة الأقصر، عاصمة مصر في العصر الفرعوني والتي كانت تُعرف سابقا باسم "طيبة".
في تصريحات لـ swissinfo.ch، قالت الدكتورة أندريا لوبريينو - نيرس من قسم الحضارات القديمة بالجامعة - التي أشرفت على تنسيق الحفريات الأثرية في الموقع الذي يُعرف اليوم بـ "جبّانة الشيخ عبد القرنة" التي تعود أقدم مقابرها إلى أوائل الألفية الثانية قبل الميلاد: "لقد كانت هذه القطعة الإستثنائية اكتشافا مثيرا للإهتمام".
وفي بيانرابط خارجي أصدرته جامعة بازل يوم 20 يونيو 2017، اتضح أن أصبع القدم الإصطناعية الأنيق المُرفق بحزام من الدانتيل ينتمي لابنة أحد الكهنة، التي تم دفنها معه بجوار أفراد من العائلة المالكة في قبر من الدرجة العليا.
تضيف لوبرينو-غنيرز: "لقد كانوا يرتدون الصنادل في كثير من الأحيان، لذلك يُمكن للمرء أن يتخيّل أن الشكل الجيّد للقدم كان مسألة مهمّة. إن إصبع القدم الخشبي يُظهر أنه كان لديها مستوى معيشيّا مُعيّنا، وأنه كان هناك أيضا حرفيون قادرون على صنع مثل هذه الأطراف الصناعية".
من خلال استخدام الأدوات المجهرية الحديثة، وتقنية الأشعة السينية، والتصوير المقطعي بالكمبيوتر، أمكن للباحثين القول بأن أصابع القدم قد أعيد تركيبها عدة مرات لضمان راحة مُرتديها، الذي يبدو أن أصبع قدمه الكبيرة قد بترت. ووفقا لوبريينو-غنيرس، فإن العلماء يستعرضون الآن ما إذا كان هذا هو الذي حصل بالفعل. مع العلم أنه لم تكن هناك أصابع قدم أخرى مفقودة.
من أجل إنجاز هذه الدراسة، تتعاون جامعة بازل مع كل من المتحف المصري في القاهرة ومعهد الطب التطوري التابع لجامعة زيورخ. وللتذكير، يقوم فريق الباحثين التابع لجامعة بازل بدراسة المقبرة منذ نهاية عام 2015 بفضل تمويل من طرف الصندوق الوطني السويسري للبحث العلمي.