معبد كل الأديان في قازان.. فكرة تحولت إلى واقع
في ضواحي مدينة قازان عاصمة تتارستان يظهر مبنى يجمع بين تصميم المسجد والكنيسة والكنيس اليهودي والمعبد البوذي إضافة إلى معالم لـ 16 ديانة حول العالم.
المبنى الذي يسمى معبد كل الأديان ليس مكان عبادة بالمعنى الحرفي للكلمة بل هو مساحة تلاقي بين مختلف الأديان والاعتقادات من أجل إيجاد قواسم مشتركة بينهم. كما يعرف عن ذلك صاحب الفكرة ومؤسس المعبد إلدار خانوف، النحات التتاري الذي توفي في بداية عام 2013 أثناء العمل على هذا المشروع، كان حلمه أن لا يكون هناك كراهية بين الناس على أساس الدين.
داخل المعبد التقينا بابنة أخيه واحدة من بين مجموعة تتابع العمل على استكمال بناء المعبد وتقول إن خانوف كان مفكرا وفيلسوفا كما أنه صاحب رؤية جامعة منذ طفولته وتضيف أن حلمه كان بناء هذا الصرح وهو كان يبنيه من ماله الخاص ومن خلال التبرعات ومساعدة بعض الأشخاص من كل أصقاع الأرض.
في العام 1995 بدأ إلدار خانوف بوضع الحجر الأساس في مشروعه في مكان منزل عائلته السابق، قرر أن يكون مكان طفولته حيث كان يحلم بجمع الناس هو مكان تحويل الفكرة إلى واقع. وكرس خانوف وقته لبناء مشروعه بالإضافة إلى عمله الفني في النحت وأيضا كمرشد ومعالج لبعض المدمنين على المخدرات للتخلص من الإدمان وهؤلاء عادوا وساعدوا خانوف في البناء.
لم يكن الجميع مساندا لهذه الفكرة فقد تعرض "معبد جميع الأديان" في العام الماضي لحريق مفتعل بحسب ما تقول المشرفة على المكان. وبسبب الحريق تضررت بعض القاعات وتلف عدد من القطع الفنية في المكان ما أدى إلى تأخر البناء، رغم ذلك استقطب المعبد زوارا من المتواجدين في قازان لحضور كأس القارات وربما كان العدد سيكون أكبر لولا هذا الحريق خصوصا انه يضم أيضا قاعة موسيقى ومسرحا كانت تجري فيها حفلات موسيقية وندوات شعرية.
في داخل المعبد آيات قرانية وصور للسيد المسيح وتمثال لبوذا ونجمة داود إلى جانب لوحات فنية ومع هذا المزيج تعبق رائحة الحريق الذي أضر المكان كثيرا ربما يعبر المشهد عن حالة الواقع في العالم اليوم بين من يريدون جمع الناس على فكرة التسامح وبين من يحرقون أي شيء يختلف عنهم.
الفيديو
فيديو من الفيس بوك