نمو الطفل في الشهر الأول


يبذل طفلك جهده معظم الوقت خلال الأسابيع الأولى بعد الخروج من الرحم، في التعوّد على الأشياء الجديدة التي تحيط به. عقب تسعة أشهر من التواجد داخل الرحم، ها هو يرى حوله مساحات شاسعة، وكميات كبيرة من الضوء والضوضاء، وهي أمور جديدة للغاية عليه.
نمو طفلك في الشهر الأول
تظل اليدان والساقان مغلقتان كما كانتا في الرحم، سيبدأ في رفع رأسه قليلاً، إلا أن ساقيه لن تقوى على رفع أي وزن حاليًا. وقد تحدث له بعض التشنجات العضلية. تبقى قبضة يده مغلقة بشدة، ولن يستطيع الإمساك بأية لعبة.
يبكي بقوة ويطلق أصوات من الحنجرة، قد يبتسم بشكل لا إرادي أو خلال نومه. يكون نظر المولود الجديد غير واضح في هذه المرحلة، حيث يمكنه الرؤية بشكل جيد على مسافة لا تزيد على 45 سنتيمتراً، لذا عليك تقريب وجهك من وجهه عندما يكون متنبهاً، لأن أفضل ما يفرح طفلك هو وجه شخص يحبه. الآن، يراقبك أنت ووالده طيلة الوقت كي يحفظ شكليكما ويتدرّب على التعرّف على صوتيكما.

محفزات النمو
يزيد وزن دماغ الرضيع في الأشهر الـ 12 الأولى إلى الضعف، حيث تتكاثر خلال هذه الفترة خلايا الدماغ وتنشأ بينها روابط في كل لحظة يسعى فيها الرضيع لفهم المحيط من حوله.
في الواقع فإن قدرات الرضيع على التعلم مدهشة إلى حد بعيد. إذ يجد نفسه يتعامل لأول مرة مع مجموعة كبيرة من الصور والأصوات والروائح، والمشاعر، والأذواق والعناق. ويفتح كل محفز تلتقطه الحواس آفاقاً جديدة في الدماغ. ولهذا فان البيئة من حوله تعد أحد العوامل الرئيسية في النمو العقلي للأطفال.
وبقدرما تزيد المحفزات التي يتلقاها، تزداد الروابط بين خلايا الدماغ. وخلال الأسابيع القليلة الأولى فإن المداعبة والاحتضان هما الطريقة الوحيدة المباشرة للاتصال والتفاهم، والتي يشعرعبرها الرضيع بالاطمئنان.

ما الذي يجب أن تعرفيه؟
في الأشهرالأولى من حياة الطفل تكون عضلات العنق ضعيفة جدا الى درجة لا تقوى على حمل الرأس وإبقائه مستقيماً، ولهذا ينبغي احتضانه بشكل ثابت وهادىء، وكما لاحظ العلماء فإن 80٪ من الأمهات يحتضن أطفالهن من الجانب الأيسر، حيث يسمع الرضيع دقات القلب بوضوح.
قد يبدو شكل السرة والحبل السري لدى طفلك غريباً، لكن يجب الاعتناء بهما والحفاظ عليهما نظيفين وجافين.
يكون طفلك بحاجة إلى العناية بجلده إذا كان يعاني من التهاب الجلد الدهني. كما سيحتاج نوم الطفل إلى الصبر، والتغيير المستمر للحفاضات. وحتى لا نقلق بدون داعي، فإن من الأفضل أن نتعرف على المظاهر الطبيعية للرضع أو المواليد الجدد.
إذا واجهنا معضلة الاختيار بين الرضاعة الطبيعية أو الحليب الصناعي، ينبغي علينا أن نحدد قرارنا بناءًا على احتياجات كل من الطفل والأم في وقت واحد.