كانت تُعتبر مشكلة النسيان وعدم القدرة على التذكر دليلا على فشل الدماغ، ولكن دراسة جديدة وجدت أن أدمعتنا تعمل بنشاط لنسيان الذكريات والاحتفاظ بالمعلومات الهامة.
وفي الواقع، تعتقد الدراسة أن الدماغ ليس مصمما للحفاظ على الذكريات، بل يكمن عمله الأساسي في التمسك بالمعلومات القيمة فقط، لتحسين قدراتنا على اتخاذ القرارات الصحيحة.
ويقول بليك ريتشاردز، مؤلف الدراسة وزميل مشارك في برامج الدماغ وتعلم الآلة: "من المهم أن ينسى الدماغ التفاصيل العادية، ويركز في المقابل على الأشياء التي ستساعد على اتخاذ القرارات الهامة".
كما يقول برول فرانكلاند، المشارك في برنامج تنمية الطفل والدماغ، CIFAR، وكذلك في الدراسة التي نُشرت في مجلة Neuron: "تقدم لنا الأبحاث الجديدة المزيد من الأدلة المتعلقة بآليات تعزيز فقدان الذاكرة، والتي تختلف عند أولئك المعنين بتخزين المعلومات".
وتتمثل إحدى هذه الآليات في ضعف الروابط المتشابكة بين الخلايا العصبية، حيث يتم ترميز الذكريات، وفقا لتقارير Medical Xpress. أما الآلية الأخرى، فهي عبارة عن خلق الخلايا العصبية الجديدة، لاستبدال الذاكرة المخزنة، ما قد يفسر لماذا ينسى الأطفال (الذين ينتجون كمية كبيرة من الخلايا العصبية) أكثر من البالغين.
ووجدت الأبحاث أن النسيان يعد هاما كما التذكر تماما، وذلك لسببين: الأول: يسمح النسيان للدماغ بالتخلي عن المعلومات القديمة أو الخاطئة، ما يجعل من الأسهل التكيف مع المشاكل الجديدة.
والثاني: يخلق النسيان كمبيوترا مبسطا من المعلومات في الدماغ، حتى يتمكن الأشخاص من اتخاذ القرارات الحاسمة، بدلا من التركيز على تفاصيل محددة، بالإضافة إلى تحرير مساحة أكبر للحصول على معلومات هامة.