أظهرت دراسة نمساوية حديثة تم إجراؤها بكلية الطب جامعة فيينا أن مدى شعور الإنسان بالشد العصبي وتأثره به يعتمد بدرجة كبيرة على الجينات والعوامل الوراثية، وذلك وفقا لما ذكره موقع " هايل براكسيس نت" الألماني المعني بالتوعية الصحية. وأوضح المشرف على هذه الدراسة لوكاس بيتسافاس بقسم الطب النفسي بالجامعة، أن الجينات والعوامل الوراثية التي تختلف من شخص لآخر ترتبط بشكل مباشر بتأثير الشد العصبي على المراكز الحسية بالمخ.
وأضاف بيتسافاس أن اختلاف الشعور بالشد العصبي يتحدد وفقا لنوع معقد من التفاعل بين مجموعات الجينات الخطيرة المسببة للاكتئاب والعوامل البيئية التي يتعرض لها الإنسان وتتسبب له الشعور بالشد العصبي ومن ثم يمكن أن تتسبب الأزمات التي يواجهها الانسان في الإصابة بالاكتئاب لدى أشخاص دون غيرهم.
ومن المعروف سلفا وفقا لدراسات قديمة أن المخ يتأثر بالشد العصبي بشكل كبير. ولكن بهذه الدراسة الحديثة استطاع الباحثون التحقق من أن معالجة المخ لمواقف الشد العصبي التي يعايشها أي إنسان تتحدد في الأساس وفقا لنوعية الجينات الموجودة لديه. وأضاف بيتسافاس أنه يتحدد إذا ما كانت مواقف الأزمات ستكون إيجابية أم سلبية لدى شخص ما دون غيره من خلال هذه الجينات، فكلما ازدادت تلك الجينات الخطيرة المسببة للاكتئاب لدى شخص ما، أدى ذلك إلى زيادة تأثره على نحو سلبي بالأزمات التي يمر بها في حياته، في حين أن هذه الأزمات ذاتها قد تثمر عن نتائج إيجابية لدى الأشخاص الذين ليس لديهم نوعية الجينات الخطيرة أو لديهم عدد محدود فقط منها.
وبذلك استطاعت هذه الدراسة التوصل إلى العلاقة بين العوامل الوراثية والعوامل البيئية التي يتعرض لها الإنسان ومدى تأثير هذه العلاقة على الصحة النفسية للإنسان ومن ثم تحظى هذه الدراسة بأهمية كبيرة في فهم العمليات العصبية التي تحدث عندالإصابة بالأمراض المرتبطة بالشد العصبي كالاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة.