د. ستوسير لـ"GHEIR" : الأكل الصحي يحارب ترقق العظام
إن كنت تعانين من ترقق العظام فاعلمي أن استهلاك الكالسيوم واتباع نظام صحي وغذائي سليم هما مفتاح الحل. لا تستهتري بإصابتك التي غالباً ما ترافقك بعد بلوغك مرحلة انقطاع الطمث بل واظبي على أكل الخضار والفاكهة من جهة ومارسي التمارين المفيدة والآمنة من جهة أخرى. هذا أبرز ما توصي به الطبيبة كريستين ستوسييه من "VIVA MAYR"، العيادة الطبية النمساوية للعلاجات الطبيعية والتغذية السليمة، خلال حديث الى"Gheir"، مشيرة الى أن عوارض هذا المرض تظهر متأخرة فيما استهلاك المعادن، وعلى رأسها الكالسيوم، يحد من هشاشة العظام ويعيد تماسكها.
ما هو ترقق العظام وهل متعلق فقط بفئة عمرية معينة تصبح فيها العظام ضعيفة؟
ترقق العظام مرض يعني تقلّص كثافة العظام، ويرتبط عموماً بنقص في المعادن وتحديداً الكالسيوم، فضلاً عن ارتباطه ببلوغ الناس متوسّط العمر. لكن في أيامنا هذه، نرى أن ترقق العظام بات أكثر التصاقاً بصفوف الأشخاص الشباب وذلك بسبب نمط الحياة الذي يتبعونه.
هل هناك أنواع من ترقق العظام قد تضرب الشباب والبالغين على السواء؟
نعم، هناك أنواع مختلفة. يمكن لترقق العظام أن ينتج عن نمط عيش محدد فيما يمكن أن تسبّبه بعض الأدوية العشوائية التي نتناولها.
ما هي عوارض ترقق العظام؟
تظهر هذه العوارض متأخرة. لا شك في أن لدى المصاب بترقق العظام ميلاً أكبر للتعرّض لتكسّر العظام، كما يشعر بألم عميق في الهيكل العظمي والعضلي. في البداية، لا تظهر أيّ أعراض كما لا يشكو المصاب من شيء، وهذا هو السبب الذي يجعل هذا المرض خطراً جداً.
هل كل النساء اللواتي يعانين من ترقق العظام بلغن مرحلة انقطاع الطمث أو الـ"Menopause"؟
لا ليس دائماً، لأن التنظيم الهرموني هو جزء من عملية التأثير على التمثيل الغذائي (Metabolism) . هناك كذلك عوامل مؤثرة أخرى كالعادات الغذائية ومستوى استهلاك المعادن ووضع الهرمونات نفسها. فإذا اتبع أحدهم نظاماً غذائياً صحياً وأسلوب حياة سليماً، فلن يتأثر بترقق العظام الناتج عن انقطاع الطمث.
ما هي الأسباب وراء العظام الضعيفة؟
السبب الأساسي الذي يجعل العظام في وضع هش هو نقص الكالسيوم في التمثيل الغذائي. وهذا مرتبط عموماً بحموضة شديدة (Hyper acidity) نتيجة نظام الأكل. إذا تناولنا مأكولات غنية بالأحماض أو جعلنا من تمثيلنا الغذائي كثير الحموضة (تغذية سيئة، عادات أكل سلبية، مأكولات نيئة في المساء...)، يتجه جسمنا الى تفريغ العظام من الكالسيوم للسيطرة على مستوى الأحماض، وبالتالي نصل الى مرحلة من النقص الكبير على مستوى كالسيوم العظام ما يعني عظاماً هشّة.
ما هو الدور الفعلي للكالسيوم في الوقاية من ترقق العظام؟
إن الكالسيوم هو أهم معدن مكثّف للعظام. يعطي العظام الشكل الصحيح والمستقيم فضلاً عن دور معادن أخرى في ذلك كالمغنيزيوم والبورون. إن الكالسيوم أكثر من ضروري لضمان ليونة العظام ولياقتها وإلا فالتكسر والترقق يكونان مصيرها.
هل يمكن للنساء اللواتي يعانين من ترقق العظام، المواظبة على التمارين الرياضية الاعتيادية؟
المصابة بترقق العظام ملزمة بالقيام بالرياضة، لأن التمارين من أهم الأمور التي تقينا من الترقق إذ تضمن عموماً ارتفاع مستوى التمثيل الغذائي على مستوى العظام. في المقابل، لا يجدر أن تكون التمارين الرياضية قاسية لأنها في هذه الحالة ترفع الحموضة الشديدة في الجسم بسبب إنتاج حمض اللبنيك (Lactic acid) في العضل.
ما هو النظام الغذائي المثالي الذي تنصح به عيادة "Viva Mayr" للنساء المصابات بترقق العظام؟
من أهم المأكولات التي يجب تناولها الخضار على أنواعها، والبطاطا خاصةً، الفواكه، الزيوت النباتية الباردة، السمك والبروتينات الحيوانية. من المهم أيضاً التخفيف من اللحوم وعدم تناول المأكولات الخام في المساء خصوصا أنها تزيد من مستوى التخمّر في الأمعاء ما يؤدي مرة أخرى الى الحموضة المفرطة في التمثيل الغذائي. بالاضافة الى ذلك، إن الفيتامين "D" ممتاز جداً في حالة المصابات بترقق العظام، لأنه ينظم عملية امتصاص الكالسيوم في الجسم ونقله الى العظام. دراسة ممتازة نشرت في جامعة زوريخ تؤكد أن قضاء الكالسيوم في البول خلال 24 ساعة يرتفع بنسبة 70 في المئة عند الأشخاص الذين يتناولون الكثير من البروتينات الحيوانية وذلك مقارنة مع الذين يتّبعون الوجبات النباتية.