ذكر ما نورده من طبقات أهل الوداع لشهر الصيام
وطبقة منهم : صاحبوا شهر رمضان تارة يكونون معه على مراد الله جل جلاله في بعض الأزمان ، وتارة يفارقون شروطه بالغفلة أو بالعصيان ، فهؤلاء إن اتّفق خروج شهر رمضان وهم مفارقون له في الآداب والاصطحاب ، فالمفارقون لا يودّعون ولا هم يجتمعون ، وإنّما الوداع لمن كان مرافقا وموافقا في مقتضى العقول والألباب ، وإن اتّفق خروج شهر رمضان وهم في حال حسن صحبته فلهم أن يودّعوه على قدر ما عاملوه في حفظ حرمته ، وأن يستغفروا ويندموا على ما فرطوا فيه من إضاعة شروط الصحبة والوفاء ، ويبالغوا عند الوداع في التلهّف والتأسّف كيف عاملوه بوقت من الأوقات بالجفاء .
اقبال الأعمال