لا تزال دراسة بعد دراسة ترى أن النساء تتفوق على الرجال من نفس الفئة العمرية في كثير من اختبارات الذاكرة. نتساءل بماذا يختلف دماغ الرجل عن المرأة؟ في البداية يجب أن نعلم أن هناك اختلافات هيكلية بينهما.
بماذا يختلف دماغ الرجل عن المرأة؟
المرأة لديها ميزة الذاكرة اللفظية
في دراسة نُشرت في “Neurology” وجد الباحثون أنه مع انخفاض ذات المساحة في الدماغ مثل الرجال، فقد حققت النساء نتائج أفضل في الذاكرة اللفظية، أي الذاكرة التي تتعامل مع الكلمات واللغة. تُستخدم اختبارات الذاكرة اللفظية في تشخيص الخرف والزهايمر. هذه الميزة التي توجد لدى المرأة تساهم في الكشف السريع عن خلل الذاكرة خلال الاختبارات السريرية، حيث يتطور المرض بشكل أسرع لديها. لكن المرأة قادرة على تعويض انخفاض نشاط الدماغ سريعًا.
وإلى الآن لا يعرف الخبراء سبب هذه الميزة لدى النساء. ففي الاختبارات الإدراكية التي يُطلب فيها تذكر قائمة كلمات، تقدم النساء نتائج أفضل من الرجال. وما يعطي أفضلية لدماغ المرأة هو أنه يحدث تواصل بشكل أفضل بين جزئيه، وهو ما يحسّن الذاكرة اللفظية.
دماغ المرأة يتقلص أكثر
وفقًا لفريق باحثين من فنلندا والمملكة المتحدة، تفقد المرأة المزيد من الحجم الكلي للدماغ أكثر من الرجل وذلك على مدى فترة الدراسة بما يقرب من 9 سنوات. وقد أجرى الباحثون دراسة على مجموعة من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 34 – 43 عامًا، ووجدوا أن المرأة تفقد نسبة أكبر من الحجم الكلي للدماغ أكثر من الرجال، وذلك من بداية إلى نهاية الدراسة. وبإجراء البحث على شريحة أكبر سنًا، 65 – 82 عامًا فقد كان هناك أيضًا تقلص أكثر في دماغ النساء.
تقلص دماغ الرجال يكون في مناطق مختلفة
صحيح أن إجمالي حجم الدماغ يتناقص لدى النساء، لكن الاختلاف يكون في المناطق التي يحدث فيها التقلص. فأظهرت دراسات الرنين المغناطيسي انخفاضًا أكبر في حجم الدماغ في منطقة الفص الجبهي والزمني، والتي تتحكم بالشخصية والعاطفة والإدراك وذلك لدى الرجال. بمقارنة التقلص في منطقة الفص الجداري والحصين لدى النساء والتي تتضمن وظائف الذاكرة واللغة والإدراك المكاني والبصري.
وهو ما قد يفسر خطر الإصابة بأمراض معينة
تتسبب التغيرات الفسيولوجية التي تحدث لأدمغة الرجال والنساء بأمراض تحدث بناء على نوع التغير الذي طرأ، حيث هناك فروق في الأمراض التي قد تصيبهما. فخطر الإصابة بالزهايمر يكون أعلى بين النساء، في حين أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون.
هرمون الإستروجين
يحدث انخفاض كبير في هرمون الإستروجين خلال سن اليأس أو مرحلة انقطاع الطمث، وهو ما يتزامن لدى كثير من النساء مع فقدان الذاكرة. لكن ما لا يزال غير واضح، الفائدة التي يلعبها هرمون الإستروجين في هذا المجال خاصة مع عدم قدرة العلاج الهرموني على علاج هذه الخسارة.