الداء يثلج راحتي، ويطفيء الغد ... في خيالي |
ويشل أنفاسي ويطلقها كأنفاس الذبال |
تهتز في رئتين يرقص فيهما شبح الزوال |
مشدودتين إلى ظلام القبر بالدّم والسعال .. |
** |
واحسرتا ؟! كذا أموت ؟ كما يجف ندى الصباح ؟ |
ما كاد يلمع بين أفواف الزنابق والأقاحي |
فتضوع أنفاس الربيع تهزّ أفياء الدوالي |
حتى تلاشى في الهواء كأنه خفق الجناح ! |
** |
كم ليلة ناديت باسمك أيها الموت الرهيب |
وودت لو طلع الشروق علي إن مال الغروب |
بالأمس كنت أرى دجاك أحب من خفقات آل |
راقصن آمال الظماء ... فبلها الدم واللهيب ! |
** |
بالأمس كنت أصيح : خذني في الظلام إلى ذراعك |
وأعبر بي الأحقاب يطويهن ظل من شراعك |
خذني إلى كهف تهوم حوله ريح الشمال .. |
نام الزمان على الزمان به وذابا في شعاعك |
** |
كان الهوى وهما يعذبني الحنين إلى لقائه |
ساءلت عنه الأمنيات وبت أحلم بارتمائه |
زهراَ ونوراَ في فراغ من شكاة وابتهال .. |
في ظلمة بين الأضالع تشرئب إلى ضيائه |
** |
واليوم حببت الحياة إلي وابتسم الزمان |
في ثغرها وطفا على أهدابها الغد والحنان |
سمراء تلتفت النخيل المساهمات إلى الرمال |
في لونها وتفر ورقاء ويأرج أقحوان |
** |
شع الهوى في ناظريها فاحتواني واحتواها |
وارتاح صدري وهو يخفق باللحون على شذاها |
فغفوت استرق الرؤى والشاعرية من رؤاها |
وأغيب في الدفء المعطر كالغمامة في نداها |
** |
عينان سوداوات أصفى من؟ أماسي اللقاء |
وأحب من نجم الصباح إلى المراعي والرعاء |
تتلألأن عن الرجاء كليلة تخفي دجاها |
فجراَ يلون بالندى درب الربيع وبالضياء |
** |
سمراء يا نجما تألق في مسائي أبغضيني |
واقسي علي ولا ترقى للشكاة وعذبيني |
خلي احتقارًا في العيون وقطبي تلك الشفاها |
فالداء في صدري تحفز لافتراسك في عيوني ! |
** |
يا موت يارب المخاوف والدياميس الضريرة |
اليوم تأتي ؟! من دعاك ؟ ومن أرادك أن تزوره ؟ |
أنا ما دعوتك أيها القاسي فتحرمني هواها |
دعني أعيش على ابتسامتها وان كانت قصيرة |
** |
لا ! سوف أحيى سوف أشقى سوف تمهلني طويلا |
لن تطفئ المصباح لكن سوف تحرقه فتيلا |
في ليلة في ليلتين سيلتقي آها فآها |
حتى يفيض سني النهار فيغرق النور الضئيلا !! |
** |
يا للنهاية حين تسدل هذه الرئة الأكيل |
بين السعال على الدماء فيختم الفصل الطويل |
والحفرة السوداء تفغر بانطفاء النور فاها |
إني أخاف أخاف من شبح تخبئه الفصول !! |
** |
وغدا إذا ارتجف الشتاء على ابتسامات الربيع |
وانحل كالظل الهزيل وذاب كاللحن السريع |
وتفتحت بين السنابل وهي تحلم بالقطيع |
والناي زنبقة مددت يدي إليها في خشوع |
** |
وهويت أنشقها فتصعد كلما صعد العبير |
من صدري المهدوم حشرجة فتحترق العطور |
تحت الشفاه الراعشات ويطفأ الحقل النضير |
شيئا فشيئا .. في عيوني ثم ينفلت الأسير !! |