داريل كروشيلينيكي مواطن كندي يبلغ من العمر 46 عاما، وبينما كان يسير بسيارته الهامر H3 الجديدة الفاخرة على الطريق مؤخرا، إذا به يرى شيئا يكفي لشل تفكير أي إنسان!
فقد رأى داريل أربعة أطفال يبلغ عمر أصغرهم حوالي ثلاثة أعوام، يعبرون الطريق أمام سيارة بونتياك G5 فضية اللون يبدو سائقها غير منتبه ويقود بسرعة كبيرة تصل لـ 80 كم في الساعة بينما السرعة القصوى المسموح بها على هذا الطريق 30 كم في الساعة فقط، وكانت كل الشواهد تؤكد أن هؤلاء الأطفال هالكون لا محالة تحت عجلات سيارة ذلك الشاب المستهترالذي يتحدث في هاتفه المحمول أثناء القيادة بسرعة عالية، لكن العناية الإلهية، وسرعة بديهة صاحب الهامر أنقذتا الموقف!
فداريل لم يتجمد في مكانه ويترك الأطفال يموتون، ولم يتردد لحظة في المجازفة بحياته وبسيارته الفاخرة السوداء باهظة الثمن، بل اتخذ قراره في لحظة وقاد سيارته في مواجهة السيارة المسرعة لتعمل كفاصل يحمي الأطفال من الاصطدام.
وبالفعل حدث التصادم، ولكن بقي الأطفال في أمان، لأن السيارة الهامر تلقت الصدمة عنهم. وقد خرج داريل من الحادث سليما معافى لحسن الحظ، لكن سائق السيارة المسرعة نجح في الهرب قبل أن تتمكن الشرطة من القبض عليه، ولم ينجح أحد في التعرف على هويته، إلا أن الشهود أكدوا أنه شاب لا يتجاوز الثالثة والعشرين من العمر.
وكانت هذه هي السابقة الأولى التي تهنيء فيها الشرطة أحدا على ارتكابه حادث سيارة، فقد أشاد رئيس الشرطة بشجاعة وبطولة داريل كروشيلينيكي، وطالب بتكريمه ومنحه جائزة على تضحيته وحسن تصرفه.
وبالنسبة لشركة التأمين، فقد أكد مندوبها أنه برغم تسبب داريل نفسه في إصابة سيارته بتلك التلفيات البالغة، إلا أن الشركة لن تتخلى عنه تقديرا منها لموقفه البطولي، وتفهما لحقيقة أنه لم يكن يتعمد إصابة سيارته بتلفيات ليحصل على تعويض.
أما داريل نفسه، ففي اتصال تليفوني بإحدى المحطات الإخبارية التي قامت بتغطية القصة، ذكر أنه لا يرى أي حدث بطولي فيما فعله، لأنه واثق أن أي إنسان آخر لو كان في مكانه لأقدم على نفس التصرف!