نوحي وابكيني بنوحك يا حمامه
ودع عيوني ممطرات كالغمامه
هذا فؤادي يضطرب فيه الاسى
وعلى شفاهي لم ارى وجه ابتسامه
والحزن صار رفيق دربي بعدما
قد كنت في الماضي ألد خصامه
والوحشة الخرساء حلت ضيفتي
والضيف يبقى واجب مني احترامه
فغدوت أكرمها وارعى شائنها
فاذا بها تحلو لها دار المقامه
حتى وجدت القلب يشكو لوعة
فالدهر صوب نحونا كل سهامه
قد شتت الاحباب فرق جمعهم
فاذا بهم صرعى بطعن حسامه
ما بين مدفون يواريه الثرى
او مبعد تسلمه غربته لكف حمامه
في كل آن مبحرا بحنينه
لشواطىء الذكرى يسٌرعه غرامه
ماض به صرح الاخوة شاهقا
واليوم ننظر لا نرى الا حطامه
حيث الضياع والتفرق والانا
هي من صفات زماننا امست علامه
والناس بعضها كالذئاب مخيفة
عقمت فبعد القتل ما ولدت ندامه
حتى غدت ثرثارة في قولها
افعالها اقوالها ما بينها اي استقامه
والصدق نهر لا يسيل بمائه
والكذب بحر موجه يعدوا امامه