«فيفا» يدق أول مسمار في نعش «مونديال قطر»
كشف مصدر مقرب من «فيفا» ارتفاع أسهم فكرة إلغاء بطولة القارات قطر 2021، على خلفية قرار مقاطعة قطر الذي يزداد تأثيره كل يوم ليدق بذلك أول مسمار في نعش مونديال قطر 2022، حيث لم يكن فيفا يفكر أبدا في إلغاء بطولة القارات مهما كانت الانتقادات والتحديات التي تواجه البطولة.
وعلى الرغم من أن الاتحاد الدولي لكرة القدم قد قاوم كثيرا الأفكار التي دعت إلى إلغاء بطولة القارات، بل ويعد الدفاع عن البطولة الثانية على مستوى المنتخبات الرجالية، هو العامل المشترك الوحيد بين رئيس الفساد المقال السويسري جوزيف بلاتر وخليفته مواطنه جياني إنفانتينو، فكلاهما أصر على الدفاع عن بطولة الأبطال الثمانية، على الرغم من تعدد الانتقادات الموجهة لها.
والمطالبة المستمرة من قبل مدربي المنتخبات واللاعبين، بإلغاء البطولة، التي لا تفيد في شيء من وجهة نظر كبار مدربي كرة القدم في العالم، ولعل ما قاله يواكيم لوف مدرب منتخب ألمانيا يعبر بوضوح عن مكانة بطولة القارات فيفا، حيث يصر على استمرارها رغم انتقادات حادة جدا وجهت إليها، وقال مدرب منتخب ألمانيا، إنه يحبذ إلغاء كأس القارات وذلك نظراً لكثرة المباريات التي يخوضها اللاعبون.
وفضل لوف خوض كأس 2017 الجارية حاليا في روسيا بتشكيلة رديفة لا تضم سوى ثلاثة لاعبين من الذين قادوا «المانشافت» إلى لقب مونديال 2014 في البرازيل، وذلك للمرة الرابعة في تاريخ المنتخب.
وستكون كأس القارات 2017 ثالث بطولة عالمية تخوضها ألمانيا في ثلاثة أعوام، بعد كأس أوروبا 2016 (بلغت الدور نصف النهائي) وكأس العالم 2014.
إرهاق
وقال لوف «لن أكون حزينا على الأرجح لو ألغيت كأس القارات 2021»، مقرا بأنه ليس معجبا بهذه البطولة التي يشارك فيها أبطال القارات ومنتخب البلد المضيف، وتقام عادة في البلد الذي من المقرر أن يستضيف كأس العالم في السنة التالية.
وتابع: «شهدت لاعبين يخوضون مباريات كل ثلاثة أيام، ثم يذهبون إلى بطولة مثل كأس العالم. الأمر ليس مرهقا على الصعيد البدني وحسب، بل على الصعيدين العاطفي والنفسي لأنهم يعودون بعدها إلى أنديتهم ودورياتهم». أضاف «علينا ألا نجعلها تتراكم (المباريات) عليهم لهذه الدرجة».
وبرر لوف خياراته بالنسبة لكأس 2017 بالقول «حصل بعض اللاعبين على الراحة مني لأني أعتقد أن ثلاث دورات في ثلاثة أعوام أمر غير مقبول».
أمل
وأعرب لوف عن أمله في إلغاء كأس القارات 2021، علما أن أمرها غير محسوم بعد، فكأس القارات عادة ما تقام مع نهاية المواسم الكروية، أي في مطلع الصيف، إلا أن هذا التوقيت لن يكون ملائما للنسخة المقبلة، فكأس العالم 2022 ستقام في قطر بين نوفمبر وديسمبر، بدلاً من موعدها المعتاد في فصل الصيف نظراً إلى الحرارة المرتفعة خلال هذا الوقت في الخليج.
وكان «فيفا» مصرا على عدم إلغاء كاس القارات على الرغم من أنه من المستبعد أن يلجأ «فيفا» إلى تعديل موعد البطولة لما يفرضه هذا القرار من تغييرات في مواعيد البطولات المحلية والقارية الخاصة بالأندية، لاسيما الأوروبية منها، بل وكانت فكرة «فيفا» أن يجعل قطر تتباهي أمام بالاستادات الجديدة، بحيث تستضيف البطولة صيفا، لكن تغير كل شيء بعد تزايد تأثير قرار المقاطعة على قطر، وباتت البطولة نفسها في مهب الريح.
تراجع
لم يهتم «فيفا» بالمطالبات المنطقية لمدرب المنتخبات، ولا حتى بالفترة المناخية التي ستعلب فيها البطولة، والتي اقتنع فيفا بتحويل موعد المونديال إلى الشتاء لتفادي الحرارة، لكن كل هذه المبررات ما أقنعت فيفا بالتخلي عن بطولة القارات 2021.
وذلك حفاظا على المكاسب المالية التي يجنيها الاتحاد الدولي لكرة القدم من تنظيم بطولة يتنافس على لقبها ثمانية من الأبطال، وتعد واحدة من بطولات النخبة، وظل فيفا يبرر لاستمرار البطولة بأنها تكشف الثغرات للجنة المنظمة للمونديال، ضرب «فيفا» عرض الحائط بالمطالب المنطقية لإلغاء هذه البطولة.
لكنه الآن يخضع لتأثير قرار المقاطعة، ويتعامل بمنطق الأشياء، لا مكان لأي نوع من الربح أو النجاح، طالما ظلت المقاطعة قائمة، بل لن يستغرق فيفا وقتا طويلا قبل أن يبدأ في الخطوات الأولية للإعلان عن إلغاء بطولة القارات 2021، وبالتالي التمهيد للإعلان عن فتح باب الترشح من أجل استضافة مونديال 2022، هذا هو الطريق الذي يمضي فيها فيفا الآن، وخطوته الأولى هي التخلص من بطولة القارات.
عذر
وقدم يستخدم «فيفا» مجموعة من الخطوات للإعلان عن قرار إلغاء بطولة القارات، مستخدما كل الانتقادات التي نالت من فكرة تنظيم البطولة، والتي كان يرفضها «فيفا» من قبل، إلا أن الاتحاد الدولي سيلجأ إلى استخدامها الآن، من أجل أن يبرر فكرة إلغاء بطولة 2021، من غير أن يعلن عن الغرض الحقيق من ذلك.
وهو التمهيد لنزع مونديال 2022 من قطر، ويبدو العذر الأفضل لدى «فيفا» الآن، هو توقيت البطولة نفسها، وسيلجأ «فيفا» إلى الاستفادة من الطلب القطري بتنظيم بطولات أخرى في الشتاء من أجل التعويض عن بطولة القارات 2021.
حيث سبق أن طلبت اللجنة القطرية المنظمة للمونديال، بأن تنظم قطر عددا من بطولات فيفا مثل مونديال الأندية أو بطولات سنية يمكن أن تجرى في شهر ديسمبر أو يناير، بدلا عن كأس القارات، حتى يتفادى إعادة برمجة الموسم لسنتين على التوالي، خاصة بعد النقد اللاذع الذي تعرض له الاتحاد الدولي بعد قرار تحويل موعد المونديال إلى الشتاء، استجابة لضغط نقابة اللاعبين المحترفين.
وهو الأمر الذي أغضب اللجان المنظمة للدوريات، حيث باتت مجبرة على إعادة برمجة الدوريات بحيث تتيح فترة راحة لشهرين، للمنتخبات، بعد فترة قصيرة جدا من موعد بداية الدوريات، خاصة في أوروبا، التي تنطلق فيها الدوريات الكبرى في النصف الثاني من شهر أغسطس أو بداية شهر سبتمبر من كل عام.