غويكوشيا.. نجم 1990
حارس مرمى "راقصي التانغو" ينجح في خطف الأضواء من الأسطورة مارادونا، ويقود بلاده إلى إقصاء يوغوسلافيا وإيطاليا المضيفة، قبل أن يتسبب الألماني بريمه في نزول دموع الحزن من عينيه.
الرباط: خاص (يوروسبورت عربية)
دخل سيرجيو غويكوشيا كأس العالم كحارس ثالث، لكنه سرعان ما أصبح بطلاً للأرجنتين عندما قادها إلى النهائي بتصديه للعديد من ركلات الترجيح الحاسمة في كأس العالم 1990 التي عرفت تتويج المنتخب الألماني باللقب بعد تخطيه "راقصي التانغو"، بعد مباراة نهائية تميز مشهدها الختامي بدموع مارادونا وزملاءه.
لكن الكل يعترف أن الأرجنتين كان تستحق الخروج من الدور الأول لولا يد مارادونا ضد الاتحاد السوفياتي، وتألق حارسها سيرجيو غويكوشيا في دور الربع ونصف النهائي الذي تخصص في التصدي لركلات الجزاء وأنقد بلاده مرتين ضد يوغسلافيا وإيطاليا.
من هو سيرجيو غويكوشيا؟
وبدأ غويكوشيا المولود في 17 تشرين الأول/أكتوبر 1963، مشواره الرياضي في ليما بيونوس آيريس، ومنه انتقل إلى ديفونسور تونيدوس حيث لعب 3 مواسم، كما لعب لمنتخب الأرجنتين للشباب وشارك في كأس العالم في أستراليا 1981 لكنه خرج من الدور الأول.
وفي 1983، انتقل الحارس الرائع إلى ريفربلات العملاق والغريم الأزلي لبوكا جونيورز، حيث لعب 5 سنوات وصنع بداية مجده كحارس مميز بعد أن شارك في الفوز بكأس ليبرتادوريس وكأس انتر اميركانا وكأس العالم للأندية في 1986.
وفي 1987، استهل غويكوشيا مشواره مع المنتخب الأرجنتيني الأول مباشرة بعد فوز ماردونا بكأس العالم في المكسيك.
من حارسٍ ثالثٍ إلى بطل قومي
وقبل كأس العالم 1990 الذي استضافته إيطاليا، كان سيرجيو غويكوشيا الحارس الثالث لـ "راقصي التانغو" بعد نيري بومبيدو ولويس اسلاس، لكن الأخير رفض الجلوس في كرسي الاحتياط وفضل مشاهدة المونديال من منزله.
وبهذا أصبح غويكوشيا الحارس الثاني في المنتخب الأرجنتيني، قبل أن تمنحه المباراة الثانية للأرجنتين في كأس العالم ضد الإتحاد السوفياتي، أول فرصة للظهور بعد إصابة الحارس الأول بومبيدو ومشاركته رفاقه في تحقيق أول فوز في النهائيات بعد كبوة الكاميرون.
وبعد المباراة، تأكد غويكوشيا أنه أصبح أصبح الحارس الأول للمنتخب بعد إصابة بومبيدو بكسر في رجله ومغادرته المونديال.
غويكوشيا.. طريق الأرجنتين إلى النهائي
وبعد قمة تاريخية أمام البرازيل في الدور الثاني، جاءت مباراة ربع النهائي ضد يوغسلافيا لتكشف عن أسطورية غويكوشبا الذي تصدى لأول ركلة ترجيحية، لكن مارادونا أضاع بدوره الركلة الثالثة ليمنح التعادل بركلتين لكل فريق.
وبهذا، جاء دور الحارس المتخصص في التصدي لركلتي جزاء أخريين ومنح بلاده بطاقة المرور إلى نصف النهائي، حيث حمله مارادونا على الأكتاف وهو الذي تعود أن يحمل.
وفي نصف النهائي، أكمل الحارس المغوار المشوار وأقصى البلد المضيف إيطاليا بعد تصديه لضربتي جزاء أيضاً لكل من دونادوني وسيرينا.
النهائي المؤلم والهزيمة بركلة جزاء
وفي النهائي الذي جمع الأرجنتين بألمانيا الغربية، جاءت ركلات الجزاء التي صنعت مجده لتصبغ وجه غويكوشبا بالدموع، ففي الدقيقة 85 من اللقاء أعلن الحكم المكسيكي مونديز عن ضربة جزاء لـ "المانشافت".
وأمام حارس متخصص هرب ماتيوس العميد والمتخصص من المسؤولية، تاركاً إياها لاندرياس بريمه الذي قرر مواجهة الغول الأرجنتيني سيرجيو غويكوشيا وهزمه بركلة مركزة حاول الحارس التصدي لها، لكنها دخلت المرمى معلنة فوز ألمانيا بلقبها الثالث الذي أغرق الأرجنتين وحارسها العملاق حزناً ودموعاً.
العودة إلى الدكة في مونديال أميركا 1994
وبعد حصوله على المركز الأساسي في المنتخب الأرجنتيني في مونديال إيطاليا، شارك سيرجيو غويكوشيا في كأس القارات عام 1992 وفاز باللقب، قبل أن يرفع كأس أميركا الجنوبية عامي 1991 و1993، ويشارك في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 1994 ويقود "راقصي التانغو" إلى النهائيات.
وقبل انطلاق المونديال، اختار المدرب الفو بازيل لويس اسلاس كحارس أساسي بعد الأخطاء التي ارتكبها سيرجيو في التصفيات، في قرارٍ كان صعباً على حارسٍ بطل، لكنه تقبله متمنياً أن ينصفه المونديال مرة ثانية.
وبعد المونديال الذي ودعته الأرجنتين من الدور الثاني على يد رومانيا، قرر غويكوشيا الابتعاد عن المنتخب بعدما لعب 44 مباراة دولية في سبع سنوات، ليدخل سلك الإعلام ويصبح صحفياً ومعلقاً رياضياً، مستفيداً من خبرته الطويلة في ملاعب أميركا الجنوبية وعلاقاته الواسعة مع الرياضيين.
صداقته الجيدة لماردونا الأسطورة جعلته لا يختفي عن الأنظار، فهو يشارك غالباً في جميع المقابلات التي ينظمها النجم الأرجنتيني الذي عينه مدرباً لحراس مرمى الأرجنتين بعد توليه منصب المدير الفني، مهمة تجعل غويكوشيا يحضر المونديال الثالث في مسيرته، ليكتب له الجلوس على مقاعد البلادء مجدداً.