النتائج 1 إلى 8 من 8
الموضوع:

الألحان قد تكون أفضل من الأدوية.. هذه قصة العلاج بالموسيقى

الزوار من محركات البحث: 3 المشاهدات : 405 الردود: 7
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    انـثــى التفاصيـــل
    emigrer
    تاريخ التسجيل: January-2014
    الدولة: المنفىّ
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 21,128 المواضيع: 1,960
    صوتيات: 36 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 15097
    مزاجي: وردي
    المهنة: طالبة علم
    أكلتي المفضلة: لا شيئ
    الاتصال: إرسال رسالة عبر ICQ إلى هــاجــر إرسال رسالة عبر AIM إلى هــاجــر
    مقالات المدونة: 35

    الألحان قد تكون أفضل من الأدوية.. هذه قصة العلاج بالموسيقى

    قبل أسبوع تقريبًا وقعّت إحدى المستشفيات الإسبانية بروتوكولًا مع أحد المراكز الموسيقية ليوفر 100 موسيقيًّا للعمل في المستشفى. لعزف قطعٍ مختلفة من موسيقى الجاز والفلامنكو والموسيقى الكلاسيكة، لمرضى المستشفى في قسم الرعاية المركزة، على أن يسجل الأطباء تأثير الموسيقى في المرضى من خلال أشعة رنين مغناطيسي وغيرها؛ للوقوف على كافة التغيُّرات التي تحدث لهم، تمهيدًا لأن تشمل التجربة أقسام الأطفال حديثي الولادة، ومرضى القلب، والأمراض العصبية، فيما يبدو تطورًا جديدًا في مجال العلاج بالموسيقى ليحتل دورًا باعتباره دواءً، وليس مكّملًا فقط لطرق العلاج.
    أشارت دراسات وأوراق بحثية متعددة إلى إمكانية استخدام العلاج بالموسيقى في علاج أمراضٍ متعددة تبدأ بالقلق، وتنتهي بالسرطان، مرورًا بارتفاع ضغط الدم، والألم المزمن، وأمراض القلب، وآلام الولادة؛ إذ تساعد الموسيقى الجسم في إفراز مادة الإندروفين، المسكن الطبيعي الذي يفرزه الجسم، وهو ما يقلل الحاجة لاستخدام المخدر، وما تزال الجهود تتواصل لاكتشاف طرق أكثر فعالية في استخدام الموسيقى كأحد أسس العلاج، فكيف دخلت الموسيقى في مجال العلاج؟ وما الذي وصلت إليه حتى اليوم؟
    الجذور التاريخية للعلاج بالموسيقى
    في العصور القديمة اعتقد الناس في كثيرٍ من المجتمعات البدائية أنّ المرض عقابٌ من الآلهة، أو مسٌّ من الشياطين، وفي هذه الثقافات كان العلاج يتمُّ عن طريق السحر؛ لتحرير المريض من الشياطين، واستُخدمت الموسيقى كأحد العناصر التي تطرد الشياطين.
    في عام 600 قبل الميلاد تقريبًا، استُخدمت الموسيقى في اليونان القديمة لإثارة العواطف، واستعادة التواصل بين الروح والجسد، وقد كتب الفيلسوف اليوناني الشهير أفلاطون في «الجمهورية» أنّ: «الموسيقى هي علاج الروح، وأن العدل بالنسبة للروح يشبه الصحة بالنسبة للجسد»، وقال: «إنّ الموسيقى هي ما يحقق الانسجام في الروح، ويدفع سلوكها كذلك نحو العدالة».
    في الحضارة الإسلامية
    قدم المسلمون ابتكاراتٍ عديدة في هذا المجال، واستخدموا تقنياتٍ علاجية تُعتبر حديثة بالمفهوم المعاصر، فالتقنيات التي استخدمتها المستشفيات في القرن الثامن عشر والقرن العشرين كانت موجودة في مصحّات بُنيت قديمًا في القاهرة وبغداد ودمشق وحلب بين الأعوام 700 و12700 ميلاديًّا، كانت تقدم للمرضى النفسيين إلى جانب الأدوية والمخدِّرات، علاجًا بالموسيقى على أسسٍ مهنيةٍ قامت به جوقات وفرق موسيقية كانت تغني، وتعزف، وتقدم عروضًا كوميدية أحيانًا للمرضى.

    ومنذ القرن التاسع الميلادي تضمنت الكتب الطبية العربية دور الموسيقى، واعتبرته جزءًا أساسيًّا من الطب العربي، فأشارت إليه كتب شهيرة لأطباء وعلماء وفلاسفة بينهم «الكندي» و«الرازي» و«ابن سينا»، وقد جمع كثيرٌ من علماء العرب بين الطب والموسيقى.
    كان الكندي أول من تناول العلاج بالموسيقى بين الموسيقيين العرب، وأشار إليه في كتاب «رسالة في المدخل إلى صناعة الموسيقى». وقال إن بعض الألحان تساعد على الهضم، وبعضها يقوي «المرار الأصفر»، وبعضها مقوية للدم، ووضع الكثير من النغمات في وصفات طبية.
    وبعده الرازي الذي كان موسيقيًّا وضاربًا على العود قبل أن يدرس الطب والكيمياء. وهذا ما ساعده على استخدام الموسيقى في أغراض العلاج، ودراسة فائدة الموسيقى في شفاء الأمراض وتسكين الآلام، يُقال إن ذلك كان بالصدفة؛ إذ كان يعزف أحيانًا داخل المستشفى بقصد التسلية، وكان يلاحظ أن المرضى يلتفُّون حوله وينسونَ آلامهم، ومن هنا أدرك أثر الموسيقى في تخفيف الآلام وشفاء بعض الأمراض، وبعد تجارب كثيرة أصبح يعتمد عليها بوصفها أسلوبًا من أساليب العلاج.
    ثمَّ كان للفارابي دورٌ مهم في العلاج بالموسيقى، فقد أتقنها وتمكّن من صنع ألحانٍ تحرك النفوس وتثير العواطف، وعلى خطاه سار ابن سينا في نظرياته الموسيقية، وتضمن كتابه «الشفاء» تجاربه في مجال العلاج بالموسيقى، وحدد بعض المقامات والأوقات التي يفضل فيها سماعها، اعتمادًا على دراسة نفسية الإنسان، فهو يذكر مثلًا أن «مقام الرست يُسمع عند الشروق»، و«مقام النوى في المغرب» بسبب تقلب الحالات النفسية للإنسان خلال اليوم.
    وكانت الموسيقى موجودة في أقسام «الطب النفسي» بالمستشفيات خلال العصرين الأموي والعباسي لعلاج المرضى، وفي عهد «سيف الدين قلاوون» بُنيت في القاهرة المستشفى المنصوري عام 1284م، وكانت تقدم للمرضى علاجًا عبر الموسيقى الهادئة، وكانت تقدم أيضًا أغاني دينية قبل رفع أذان الفجر، كما كانت تعيّن رواة للقصص والنكات لتسلية المرضى.
    مع ذلك فقد توقَّف العلاج بالموسيقى في العالم الإسلامي والغربي أيضًا لألف عام تقريبًا، ولم يظهر إلا في تجارب متفرقة، فقد عرفته أوروبا على سبيل المثال بعد الحرب العالمية الثانية، حين كان الموسيقيون يتطوَّعون للذهاب إلى المستشفيات ويعزفون للجنود الجرحى العائدين من الحرب لتخفيف معاناتهم، قبل أن يعاود الباحثون استكشافه وتقديم الجديد حوله قبل عدة عقود فقط.
    كيف تعالج الموسيقى؟
    يقول الدكتور «كلايف روبنز» أحد مؤسسي مركز «نوردوف روبينز للعلاج بالموسيقى» في نيويورك، إنّ هناك ارتباطًا بين البنية العصبية للدماغ ووظائف العضلات لدى الإنسان، وإن الموسيقى تقوم على مستوى غير لفظى بتنشيط عقولنا، وإثارة انتباهنا، ويبدو أنَّ هذا هو ما يساعد على تنظيم بعض وظائف الجسم، وفي حالاتِ الألم فهي تعمل بأكثر من طريقة في الوقت نفسه، فهي تشتت انتباهنا أولًا، وتحسّن المزاج، وتحيي ذكريات الماضي.
    الطبيب «صمويل وونغ» الذي درس في جامعة هارفارد كيفية تأثير الموسيقى في دماغ المرضى المصابين بالسكتة الدماغية وألزهايمر، يقول إن الموسيقى تصلح الدمار الذي يبدو عليه الدماغ بعد إصابته بهذه الأمراض، فـ«تُبني الجسور» بحيث يتمكَّن الدماغ من إعادة الاتصال بالعالم الخارجي.
    وقد حددت مجموعة دراسات أجراها كل من «الموناليزا تشاندا» و«دانيال ليفيتين» بعنوان الكيمياء العصبية للموسيقى أربعة مجالات يمكن للعلاج بالموسيقى أن يكون فعالًا فيها، وهي: الحد من القلق، وتعزيز نظام المناعة، وبناء الروابط الاجتماعية، والتحفيز والسعادة اللذان يمكنهما المساعدة في علاج اضطرابات الأكل على سبيل المثال، وهذه المجالات تحديدًا ترتبط الأنظمة الكيميائية العصبية الأولية لها بالدوبامين والمواد الأفيونية والكورتيزول والسيروتونين والأوكسيتوسين التي يفرزها الجسم.
    الألحان أفضل من الأدوية
    أُجريت دراسة على مجموعة من الفنلنديين تعرضوا لحوادث تسببت في تعرضهم لسكتة دماغية، ووجدت الدراسة أن المرضى الذين استمعوا إلى أغانيهم المفضلة تمكنوا من التعافي واستعادة قدرتهم على التعرُّف إلى الكلمات، والتواصل أسرع من المرضى الآخرين الذين استمعوا إلى الكتب الصوتية، أو لم يستمعوا إلى أي صوت، كما أنهم كانوا أقلّ عرضة للاكتئاب والتشوش، وهما اثنان من أكثر الآثار الجانبية شيوعًا بعد التعافي من السكتة الدماغية. يقوم أحد المراكز المتخصصة في الولايات المتحدة حاليًا بتقديم جلسات للعلاج بالموسيقى تبلغ مدتها حوالي 60 دقيقة لمرضى السكتات الدماغية؛ لعلاج ضعف الحركة والكلام والرؤية لديهم.
    لم تُعرف الموسيقى فقط بتأثيرها المهدِّئ، فقد أظهرت أبحاث جديدة إمكانية أن تقي من نزلات البرد، وتزيد إفراز الهرمونات المضادة للشيخوخة، كما أنها تقلل إفراز هرمون الكورتيزول، وهو هرمون الإجهاد بنسبة 25%، وتخفّض ضغط الدم خمس درجات، وتقلِّل معدل ضربات القلب، وتقلل الغثيان خلال العلاج الكيميائي، فضلًا عن أنها تقلل التوتر والقلق، وتحسّن المزاج، وتعزز التركيز والإبداع، وقد أشارت أبحاث جديدة إلى أن أدمغتنا تتفاعل مع الموسيقى كما تتفاعل مع الدواء.
    تقول «أليسيا إي كلير» مسؤولة العلاج بالموسيقى في جامعة كنساس، إنّ الموسيقى تخفف الألم، وتنقله من المدى القصير إلى المدى الطويل لدى المصابين بآلام مثل التهاب المفاصل وهشاشة العظام؛ إذ تساعدهم على الاسترخاء، وتصرف الذهن عن الألم، وتؤكد «مارثا بيرك» المتخصصة أيضًا في العلاج بالموسيقى في كارولينا الشمالية أنّ الموسيقى الهادئة تساعد المريض في الاسترخاء، وتقلل معدل ضربات القلب والتنفس، وهو ما يقلل التوتر المصاحب للألم، ويقلل الإحساس به، واكتشاف كهذا يمكننا من توفير عشرات الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق، وغيرها إذا ما تمّ تطبيق هذه الطريقة بحيث لا يصبح العلاج بالموسيقى مكمِّلًا فقط بل بديلًا عن هذه الأدوية، وهذا فضلًا عن توفير أموال طائلة يجنّب المرضى الآثار الجانبية لمثل هذه الأدوية، ويوفر لهم بديلًا طبيعيًّا يفرزه الجسم بشكل طبيعي.
    مستقبل العلاج بالموسيقى
    الآن تطور هذا العلم في أوروبا والولايات المتحدة، وأصبح علمًا مرتبطًا بعلم النفس وعلم التشريح، وغيرهما من المجالات والعلوم، وتُجرى أبحاث واسعة حول العلاج بالموسيقى في مجالاتٍ مختلفة على النساء الحوامل، وأطفال التوحُّد، والأطفال الذين يعانون مشكلاتٍ سلوكية، وكبار السن، ومرضى الإيدز، والمرضى النفسيين لتطبيق تقنيات مختلفة في العلاج تعتمد على نوع الموسيقى المستخدمة، وطبيعة كلّ مريض، ومدى تأثره بأنواع الموسيقى المختلفة، وما تثيره لديه من ذكرياتٍ وتداعيات سلبية أو إيجابية، إلى جانب دراسة القدرات الموسيقية، والتاريخ الطبي له، وذوقه الموسيقي قبل تحديد البرنامج الموسيقي الذي سيتم تطبيقه في علاجه.
    فأحيانًا يحتاج المعالج إلى استخدام أنواع موسيقية محفِّزة ومنشِّطة يتغير إيقاعها، وتتواتر سرعتها، وتتضمن تغييرات مفاجئة بين ارتفاع وانخفاض الصوت أو توقف غير متوقع، وأحيانًا أخرى يحتاج المعالج لاستخدام موسيقى تساعد على الاسترخاء من خلال إيقاعها الثابت ولحنها الهادئ المتوقع.
    طبيعة المريض ورغباته تُستخدم بشكلٍ خاص مع المرضى الذين لا أمل في شفائهم؛ إذ يعمل المعالجون بالموسيقى على مساعدتهم وعائلتهم في تخفيف حالة الحزن، وإعادة إنتاج ألحان معينة لتخفيف آلامهم العاطفية والجسدية في انتقالهم من الحياة.
    ورغم تعدُّد هذه الدراسات والأبحاث التي تطبَّق نتائجها في مستشفيات أوروبا والولايات المتحدة، فما تزال ممارسة العلاج بالموسيقى في العالم العربي تقتصر على بعض المراكز الطبية في عدد من الدول العربية، منها الإمارات ومصر وسوريا والأردن.

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    نيزْڪ
    تاريخ التسجيل: November-2016
    الدولة: بغدادية..♡
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 13,514 المواضيع: 433
    صوتيات: 6 سوالف عراقية: 31
    التقييم: 16397
    آخر نشاط: 26/July/2024
    مقالات المدونة: 1
    مشكورة وردات ..

  3. #3
    UNKNOWN
    تاريخ التسجيل: January-2017
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 17,071 المواضيع: 346
    صوتيات: 6 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 32312
    آخر نشاط: 15/November/2020
    شكراً جزيلاً على الموضوع..

  4. #4
    من المشرفين القدامى
    فلسفة نص
    تاريخ التسجيل: December-2014
    الدولة: بلاد الرافدين
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 18,275 المواضيع: 1,547
    صوتيات: 197 سوالف عراقية: 329
    التقييم: 13333
    مزاجي: هادئ
    المهنة: أعمال حره
    أكلتي المفضلة: تمن ومرق
    موبايلي: Honor 10X Lite
    آخر نشاط: منذ يوم مضى
    مقالات المدونة: 102
    شكرا جزيلا

  5. #5
    صديق فعال
    تاريخ التسجيل: April-2017
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 487 المواضيع: 3
    التقييم: 334
    مزاجي: مبتسمة دائماااااااااااا
    موبايلي: كلاكسي
    آخر نشاط: 29/August/2017
    مقالات المدونة: 2
    شوكراا وردايه

  6. #6
    أأأُم کـريـر ^°^
    ♡ مُحرمة كالنبيذ
    تاريخ التسجيل: July-2016
    الدولة: بــغــداد الـحـبـيـبـة
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 57,244 المواضيع: 1,492
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 4
    التقييم: 21516
    مزاجي: مــتــقـــلــب "( /: (: :(
    المهنة: …..
    أكلتي المفضلة: برگر يعني برستيج وكذا ^^
    موبايلي: iPhone 14 Pro Max
    مقالات المدونة: 10
    شكرا جزيلا وردة

  7. #7
    انـثــى التفاصيـــل
    emigrer
    شكرا ع المرور.. نورتوو جميعٱ

  8. #8
    صديق فعال
    تاريخ التسجيل: May-2017
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 681 المواضيع: 5
    التقييم: 238
    مزاجي: اوك
    أكلتي المفضلة: شوربه
    موبايلي: iphone6
    آخر نشاط: 12/May/2020
    شكراا ورده

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال