لأن السماء لا تنزلْ
نتصاعدُ اليها شهداءْ
ولان بلادي..
تجوعُ صيفاً..
وتغرقُ عطشاً في الشتاء..
ولاننا ندّخرُ اولادنا..للموت
..بدونا
رغم الفقر رغم القهرِ
اثرياء..!
في الرصيف الذي يحاذيني
اثارُ اولاد الامس
رقصات بناتٍ اشتهينَ المطر
ضحكةُ عاشقةٍ خجلى
ومن بعيد
لافتةٌ عتيقة..
تهذي للشمس..
بعض
حديث الانبياء
في الليل الذي غطى المدينة
بوحُ ذئاب للفرائس المحبوسة
وهمسات ورق.. وضجيج قلم
نخلات انحنت نبلاً للفقراء..
في بلادي
يكذبُ النهر .. كي نرتوي
في بلادي
صار الدمعُ طقساً للبشر
هناك حيثُ ثكالى النساء
يغسلنَّ اطراف النهار
وتلبس الليل..
تسدّ دين الحياة
من ارحامها .. وِلْداً
حيثُ العراق.. يكتم الغيظ
اقاموا علينا في الدين حداً
حين تغفو البلابِل
وتنحني كل المناجل
تحصدُ الرؤوس سنابِل
نطحنُ تحت بؤس الخيانة
لكنّا..
كنخلنا .. نحيا شموخاً
ونموت كبرياء
في بلادي
خلف كل عرس
نبوءات الجنائز..
وايتامُ اليوم
مشاريع فِداء
#للدكتورةالشاعرة
#فيّ_السياب