عضو محظور
تاريخ التسجيل: June-2017
الدولة: Karbala Center
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,321 المواضيع: 143
مزاجي: متغير
المهنة: Abbasid Tabernacle
أكلتي المفضلة: سكالوب + كرسبي + كنتاكي
موبايلي: P9 plus
آخر نشاط: 7/June/2021
الاتصال:
[ واشربوا في قلوبهم العجل ] حل اشكالية الجمع بين الفهم المشهور والتفسير الروائي .
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ} [البقرة : 93]
الإشكال في مقدمات ثلاث :
الأولى : المعنى المعروف للآية انها تعبير عن حبهم للعجل حتى نقع قلبهم شغفا وحبا له فنفذ فيهم حبه كما ينفذ الماء في الاسفنج حتى يستشربه .
الثانية : ورد في بعض الروايات ان موسى برد العجل منانفه إلى طرف ذنبه ثم أحرقه بالنار فذره في اليم قال: فكان أحدهم ليقع في الماءوما به إليه من حاجة فيتعرض بذلك الرماد فيشربه .
الثالثة : ورواية اخرى تذكر انهم امروا بشرب العجل بعدان تفتت وتفرق في الماء ليتميز من عبده عمن لم يعبده .
فكيف نجمع بين الفهم المشهور وبين الاخبار ؟
الجواب :
لو صرفنا النظر عن مستند فهم المشهور وسند الاخبار ، وبنينا على مبدأ : الجمع إن امكن اولى من الطرح فيمكن ان نجيب بما يلي :
فإما ان نعتبر شربهم الماء الذي تفتت فيه العجل سببا لحبهم له فنجمع بين رأي المشهور وما ورد في رواية المقدمة الثانية او ان حبهم صا رسببا لشربهم فنجمع بين ما ورد في المقدمة الثالثة وبين الفهم المعروف عن الاية .
جاء في الصافي 1/ 164 ما لفظه :" ...امروا بشرب العجل الذي كان قد ذريت سحالته في الماء الذي امروا بشربه ليتبين من عبده ممن لميعبده كما مر في تفسير قوله تعالى: فاقتلوا انفسكم قال (عليه السلام): عرضوا لشرب العجل الذي عبدوه حتى وصل ما شربوه من ذلك إلى قلوبهم بكفرهم لأجل كفرهم امروابذلك.
أقول: لا تنافي بين هذا التفسير وما هو المشهور في تفسير الأية وهو ان معناه تداخلهم حبه ورسخ في قلوبهم صورته لفرط شغفهم به كما يتداخل الصبغ الثوب والشراب اعماق البدن ؛ لجواز الجمع بين الأمرين وان يكون الشرب ظاهرا سببا للحب باطنا وفي قلوبهم بيان لمكان الاشراب كقوله: إنما يأكلون في بطونهم نارا.
والعياشي عن الباقر (عليه السلام) قال: لما ناجى موسىربه أوحى الله تعالى إليه أن يا موسى قد فتنت قومك قال بماذا يا رب ؟ قال بالسامريقال وما السامري قال قد صاغ لهم من حليهم عجلا قال: يا رب ان حليهم لا يحتمل أنيصاغ منه غزال أو تمثال أو عجل فكيف فتنتهم ؟ قال: انه صاغ لهم عجلا فخار قال: يارب
ومن اخاره قال: انا فقال: عندها موسى إن هي الا فتنتكتضل بها من تشاء وتهدى من تشاء قال: فلما انتهى موسى إلى قومه ورآهم يعبدون العجلالقى الألواح من يده فكسرت. قال أبو جعفر (عليه السلام): كان ينبغي أن يكون ذلكعند اخبار الله تعالى إياه قال: فعمد موسى فبرد العجل من انفه إلى طرف ذنبه ثمأحرقه بالنار فذره في اليم قال: فكان أحدهم ليقع في الماء وما به إليه من حاجة فيتعرض بذلك الرماد فيشربه وهو قول الله: (واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم) أقول: وعلى هذه الرواية يشبه أن يكون حبهم للعجلصار سببا لشربهم اياه بالعكس مما مر. اهـ