لماذا نشعر بالغثيان والدوار؟
الأذن الداخلية تحتوي أقنية فيها سوائل مسؤولة عن تحديد اتجاه الجسم و توازنه بالمقارنة مع العالم الخارجي. الدماغ يعمل بشكل مستمر على مطابقة هذه النتائج القادمة من الأذن الداخلية مع حاسة البصر. مثلاً عندما تستلقي على الأرض الدماغ يقوم بمطابقة الإختلاف باشارة الأذن الداخلية مع الإشارة القادمة من الإستشعار البصري وهكذا يعلم الدماغ عن حركة الجسم مبررة ومنطقية بالمقارنة مع العالم الخارجي إذ أن الدماغ يؤكد الحالة الفيزيائية للجسم عن طريق مصدرين مستقلين (الأذن الداخلية والبصر).
أي اختلاف بين الإشارات القادمة من هذين المصدرين يفعّل حالة الدوار.
لهذا قد يشعر الشخص الذي يقرأ كتاب داخل سيارة مسرعة بنوع من الدوار بسبب عدم تطابق الإشارات القادمة من الأذن الداخلية بسبب سرعة السيارة مع حاسة البصر التي تركز على الكلمات الموجودة في الكتاب. أيضاً دوار البحر و الغثيان الذي يعاني منه رواد الفضاء ناتج عن نفس الحالة حيث تكون حركة الجسد غير مبررة بصرياً.
الدماغ يفعل نظام تفريغ الجهاز الهضمي مباشرة في هذه الحالة خوفاً من أن يكون عدم التطابق الحاصل ناتج عن تسمم إذ أن الشعور بالدوار هو من أول أعراض التسمم و لهذا يجد الشخص نفسه يشعر بأنه سيفرغ معدته كنظام دفاعي للحماية من التسمم.
لتجاوز حالة الدوار يتوجب العمل بشكل إدراكي على مطابقة الإشارات البصرية مع إشارات التوازن الناتجة عن الأذن الداخلية و هذا عن طريق النظر إلى خارج السيارة مثلاً لكي يدرك الدماغ أن حركة الجسم مبررة بصرياً.