من الأمور التي تقرها الفطرة:احترام الشخص الكبير العظيم.ويرجع كل هذ الاحترام والتقدير الذي يبديه الناس
تجاه أهل الدنيا والجاه والثروة والسلاطين والأعيان،يرجع إلى أنهم يرون أولئك كبارآ وعظماء
فأي عظمة تصل إلى مستوى عظمة مالك الملوك الذي خلق هذه الدنيا الحقيرة الوضيعة-التي تعتبر من أصغر العوالم وأضيق النشآت-
وبالرغم من كل ذالك لم يتوصل عقل أي موجود إلى إدراك كنهها وسرها
حتى الآن بل ولم يطلع كبار المكتشفين في العالم بعد على أسرار منظومتنا الشمسية هذه،وهي أصغر المنظومات،ولا تعد شيئآ قياسيآ بباقي الشموس.
أفلا يجب احترام وتعظيم هذا العظيم الذي خلق هذه العوالم،وآلاف الآلاف من العوالم الغيبية بإيماءة؟!
ويجب أيضآ بالفطرة، احترام من يكون حاضرآ ولهذى ترى بأن الإنسان إذا تحدث ، لا سمح الله،
عن شخص بسوء في غيبته، ثم حضر في أثناء الحديث ذالك الشخص ، اختار المتحدث حسب فطرته الصمت،
وأبدى له الاحترام و من المعلوم أن الله، تبارك وتعالى، حاضر في كل مكان ، وتحت إشرافه تعالى تدار جميع ممالك الوجود،
بل إن كل نفس تكون في حضرة الربوبية، وكل علم يوجد ضمن محضره سبحانه وتعالى.
فتذكري يا نفسي الخبيثة أي ظلم فظيع ، وأي ذنب عظيم تقترفين إذا عصيت مثل هذا العظيم في حضرته المقدسة وبواسطة القوى التي هي
نعمه الممنوحة لك!ألا ينبغي أن تذوبي من الخجل وتغوري في الأرض لو كان لديك ذرة من الحياء؟
أذآ فيا أيها العزيز ،كن ذاكرآ لعظمة ربك،وتذكر نعمه وألطافه،وتذكر أنك في حضرته-وهو شاهد عليك-فدع التمرد عليه،
وفي هذه المعركة الكبرى تغلب على جنود الشيطان،واجعل من مملكتك مملكة رحمانية وحقانية،وأحلل فيها عسكر الحق تعالى،
محل جنود الشيطان،كي يوفقك الله،تبارك وتعالى ، في مقام مجاهدةأخرى،وفي ميدان معركة
أكبر تنتظرنا؛وهي الجهاد مع النفس في العالم الباطن