8 آلاف من الباريسيين تناولوا العشاء معاً بلباس أبيض.. لماذا؟
ثمانيّة آلاف شخص تجمّعوا من دون سابق معرفة بينهم ليتناولوا العشاء معاً في الهواء الطلق تحت شعار: "فنّ الحياة"..
حصل هذا التجمّع في باريس يوم الخميس الفائت ليلاً والمكان كان السّاحة الفسيحة الجميلة الواقعة أمام المبنى التّاريخي الشّامخ لمقرّ بلدية العاصمة الفرنسيّة، وكل واحد جلب معه طاولته وكرسيه وهو أثاث خفيف يمكن بيسر طيّه ونقله.
والهدف من هذا التقليد السّنوي الذّي يقام كلّ عام في شهر يونيو (حزيران) هو إبراز طيب الإقامة ومتعة العيش في باريس وإظهار أناقة أهل هذه المدينة السّاحرة وذوقها الرّفيع.
والشرط الوحيد لحضور هذه المناسبة هو أن يكون اللباس أبيض للنساء والرّجال.
ويقع الاختيار عمداً كلّ عام على مكان تاريخي لإقامة العشاء الجماعي بغية إبرازه وإحيائه ولفت الأنظار لقيمته ورمزيته.
تحت ضوء الشّموع
وعلى الرغم من أنّ فرنسا تعيش كغيرها من العواصم الأوروبيّة الكبرى تحت تهديد العمليّات الإرهابيّة، إلا أن سكان باريس تحدوا ذلك وتجمعوا في ساحة عامّة ليتناولوا العشاء معاً تحت أضواء الشّموع ويظهروا جمال الحياة ورونقها في عاصمة الأنوار.
ومن بين شروط حضور هذه المناسبة والمشاركة فيها ضرورة ترك المكان نظيفاً بعد انتهاء العشاء، ولزوم أخذ كل شخص معه بقايا أكله.
ومع أنّ فكرة "العشاء بالأبيض" هي فرنسيّة، وتخصّ مدينة باريس بالذّات، إلا أن عديد المدن والعواصم الأخرى في العالم استنسخوها وطبّقوهاعلى غرار مدن "مونتريـال" و"ميامي" و"سيول" و"نيويورك"