flight- 2012
كل تغيرات الحياة من حولنا نلتمسها في الافلام ، ليس في مضمونها بقدر ما تعلمناه من الحياة ثم نكتشفه فيها ، بعد سنوات من تركيزه علی اعمال الأكشن وغيابه عن عالم الدراما والجوائز يقدم دينزل واشنطن أفضل أدواره بالسنوات الأخيرة هنا ، (الرحلة الجوية).. الفيلم الذي أعاد أمجاد دينزل في أواخر التسعينات ومطلع الألفية وأعاد لنا أدواره النفسية ، قد لا يعتبر من الأفلام الثقيلة جدا أو التي ستخلد مستقبلا لكن هذا هو تميز دينزل فيما يقدمه بحيث افلام تجذب العامة وترضي النخبة ، وأذكر أن كانت لي مراجعة نقدية طويلة جدا حول هذا الفيلم نشرتها ببعض المنتديات في صيف ٢٠١٣ لكني لا أعتبرها بأهمية مراجعة اليوم التي أجلتها طويلا حتی أشاهده مؤخرا للمرة الرابعة وأتشربه ؛ قصة الطيار ويب ويتكر الذي أدمن شرب الخمر بجنون.. وكيف يجد نفسه محاسبا أمام حادثة سقوط احدی الطائرات التي كان قد يقودها وأنقذ منها ما استطاع.
لقد كنت في الحضيض .. جملة تأتي في نهاية الأحداث لتخبرنا بأن الانسان مهما كان مستمتعا بما يفعله من أخطاء ويستمر بها إلا أن هناك شيء ما بداخله يرفض كل هذا ، فالفيلم يطرح جانب الأخطاء في الحياة فهي أشبه بالجبل مهما حاول المرء ومن حوله مسكه فإنه سينهار ويغطي كل شيء ، شخصية ويب ويتكر التي جسدها دينزل هنا هي من أعقد الشخصيات التي مرت علي واحترت معها.. هل أدينه علی شربه للخمر أم أتعاطف معه علی تخلي زوجته وابنه عنه؟ وهل أصدق ندمه علی ما فعل أم أكره عناده؟ شخصية كانت ثرية والحيرة كانت بسبب التناقضات وبسبب أنه لا ينقصه شيء! فلديه وظيفة مرموقة راتب ممتاز أصدقاء وأخيرا زوجة وابن وإن كان قد فقدهم من حياته فلماذا يلجأ للخمور؟ ولكن من يركض خلف هذا اللهو في حياته فإنه سيحاسب حتی لو كان عل