Leon - 1994
.
هنا.. أنتم أمام أعظم حالة إنسانية جسدتها السينما بل وأكثرها منطقية وواقع ليس علی صعيد المجتمع الامريكي فقط بل علی مستوی العلاقات الانسانية كاملة ، مع فيلم (ليون) او (المحترف ليون).. والذي أخرجه المبدع لوك بيسون ، واحد من أهم افلام العام أربعة وتسعين حيث السنة التي شهدت تنافس شديد وهائل بين الروائع كأحد أقوی سنوات التسعينات ولكن "ليون" كانت له كلمته ، عمل مختلف عن غيره.. وأعني بال"مختلف" في جوانب عديدة ومتنوعة فهو مختلف بالقصة وطريقة الاداء واللوكيشنات والحوار وأخيرا بالمضمون الذي قد يشترك فيه مع أعمال اخری ولكن بصمة بيسون وصياغته كمخرج أحدثت اختلافا وفرق ، الفيلم له شعبية هائلة عند الجميع فيشاهده الطفل ويتخيل نفسه داخل هذه الحالة ويشاهده المراهق فتجذبه مظاهر العنف والدم ويشاهده الكبير فتلامسه الحالة الانسانية التي جاءت فيه ؛ قصة فتاة الاثنی عشر عاما "ماتيلدا" التي يموت أفراد اسرتها جميعهم علی يد ظابط مكافحة المخدرات المريض نفسيا "ستانزفيلد" ولكن جارها ليون القاتل المحترف والمأجور يقف له بالمرصاد ليحمي ماتيلدا من جهة ولتتغير حياته وحياتها من جهة أخری
.
ماذا لو نشأت علاقة قوية وحميمة بين أكثر الشخصيات تناقضا وتباعدا عن بعضهما البعض؟ في الفيلم نشهد علی ذلك بين ليون وماتيلدا ، فليون قاتل متمرس ميت القلب بارد الاعصاب انطوائي يعيش علی هامش الحياة بلا مستقبل أو أهل أو جذور بينما ماتيلدا طفلة برئية تتطلع للحياة تتميز بالجرأة والذكاء وشاءت الاقدار ان يجتمعا تحت سقف واحد.. فجمال السيناريو برز من خلال الحدث الرئيسي الذي كون هذه العلاقة وجعلها منطقية انسانية مؤثرة أعادت الحياة لقلب ليون وأعطت ماتيلدا بعضا من قسوة الحياة ، الاخراج كما ينبغي أن يكون.. فتميز بالصورة بالحركة