خطواتك لتنظيم علاقة طفلك بالتلفزيون والهواتف الذكية
يتعرض أطفالنا منذ أيام عمرهم الأولى للعديد من الشاشات سواء كانت شاشة التليفزيون أو الهاتف المحمول أو اللاب توب، وتزداد فرصة تعرضهم لهذه الأجهزة كلما ازداد انشغالك، سواء بالعمل أو بالمهام اليومية، فهي بالطبع طريقة مغرية لإلهاء طفلك لمدة طويلة دون قلق.
ولكن هناك العديد من الآراء حول مدى صحة هذا الأمر، وما إذا كان استخدام هذه الأجهزة في سن مبكرة مفيدًا أو مضرًا لطفلك، وتأثيره على التطور العقلي للطفل وقدرته على التركيز خصوصًا، لأن استخدام هذه التكنولوجيا له تأثير كبير جدًا على نشاط الطفل الحركي، كما أنه يؤثر على نموه بشكل صحي.
السن المناسب
يختلف الحكم حول السن المناسبة لتعريض الطفل لهذا الكم من الأجهزة الإلكترونية، فبعض الخبراء يرون أنه من الأفضل ألا يتم تعريض الطفل لها بأي شكل قبل سن العامين، والبعض الآخر يرى أنه من الممكن إتاحة بعض الوقت مع الوسائل التكنولوجية، طالما أنها ستحسن مهارة التواصل والمشاركة بينكما في حالة استخدام ألعاب تعتمد على المشاركة، ولكن حتى أصحاب هذا الرأي يرون أنه من الأفضل الاعتماد على هذه الميزة مع الأطفال الأكبر من عامين.
الفترة الزمنية المسموح بها
كما ذكرنا سابقًا أن أغلب الآراء أجمعت على عدم تفضيل تعريض الطفل للأجهزة الإلكترونية، ومن بينها التلفزيون قبل عامين، لكن في حالة أنه يصمم على تجربتها، فيمكنك السماح له لمدة لا تزيد عن 15 : 20 دقيقة وحاولي تحضير لعبة أو طريقة أخرى لجذب انتباهه إليها بعد ذلك.
أما الأطفال الأكبر سنا، فالخبراء ينصحون بساعة أو اثنين فقط خلال اليوم شاملة كل الأجهزة سواء التلفاز أو الهاتف المحمول أو اللاب توب.
عليكِ أيضًا اختيار الأوقات المناسبة التي لا تؤثر على باقي أنشطته اليومية، فيمكنه مثلًا استخدام التابلت خلال القيام ببعض المشاوير في السيارة أو عند انتظار موعد الكشف عند الطبيب، لكن من الممنوع تمامًا استخدام هذه الأجهزة وحتى التلفزيون خلال تناول الطعام، لأن التواصل بين أفراد الأسرة مهم في ذلك الوقت، كما أن مشاهدة التلفزيون ستشتت انتباه طفلك ما يمنعه من التركيز إذا كان وصل لمرحلة الشبع أم لا.
المحاكاة
يتأثر طفلك بمقدار تعرضك أنتِ شخصيًا لهذه الأجهزة، فلو كان يراكِ طوال اليوم بين الهاتف والتلفزيون واللاب توب، فمن الطبيعي أن يرغب هو أيضًا في قضاء أطول معهم لأنكِ قدوته، فانتبهي للأنشطة التي تقومين بها أمام صغيرك.
هل يمكن استخدام الأجهزة الإلكترونية بهدف تعليمي؟
يعتمد ذلك على عمر الطفل، فقبل بلوغه العامين، يرى الخبراء أن الأنشطة الحركية والتفاعل العملي مع ألعابه ومعك ومع أطفال آخرين، سيكون أفضل لنموه واكتساب حصيلة لغوية أكبر من التي سيحصل عليها عند استخدام البرامج التعليمية.
أما الأطفال في سن أكبر، فتزداد فرص الاستفادة من البرامج والألعاب التعليمية، ولكن ينصح الخبراء بضرورة التدقيق في اختيار المحتوى المناسب لسن الطفل، وأن تكون الألعاب لها هدف واضح على الطفل تحقيقه وأن تسمح بالمشاركة، لتتمكني من مشاركة طفلك فيها، لأن هذا سيساعده على الاستفادة بشكل أفضل من تركه يقوم بتلك الأنشطة بمفرده.
نصائح عامة:
- قللي من تعريض طفلك للشاشات قدر الإمكان وشجعيه أكثر على ممارسة أنشطة حركية لأنها أفضل لتنمية مهاراته.
- لا تسمحي بدخول أي أجهزة لغرفة طفلك سواء تليفزيون أو تابلت أو غيرها.
- وضحي لطفلك القواعد وأنه ليس مسموح له بأكثر من ساعتين خلال اليوم ولا تتهاوني في هذا الأمر، فهذا سيساعده أيضا على إدراك قيمة الوقت وضرورة تنظيمه.
- اختاري برامج وفيديوهات مناسبة لطفلك ولابد أن تشاهديها بنفسك فلا تتركي طفلك معرضا لأي محتوى قد يسرب له قيم لا تقبليها، مثل بعض قنوات الأطفال الشهيرة، انتبهي آيضا أن ما يتعرض له طفلك لا يتعارض مع المباديء والقواعد التي تقدميها له.
- حاولي جذب اهتمام طفلك بعيدا عن الشاشات عن طريق تنفيذ أنشطة مسلية ومفيدة له أو بالخروج في أماكن مفتوحة.