كيف تقللين مشاهدة طفلك لبرامج الكارتون؟



"حسنًا يا أمي لقد أنهيتُ طعامي كله، إنه شهي ولذيذ".
من الرائع أن يتناول طفلكِ طعامه كله، ومن الجيد أيضًا أن يتحدث باللغة العربية، لكنه من المريب والمثير للقلق أن يتحدث مثل الشخصيات الكرتونية، التي يشاهدها لساعات يوميًا، فالأطفال يتأثرون بما يشاهدونه، ويميلون إلى تقليد ما يشاهدونه ومحاكاته.
أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يشاهدون أفلام الكرتون لفترات طويلة، يكونون أكثر كسلًا وأقل نشاطًا، لأن مشاهدة أفلام الكرتون لفترات طويلة تؤثر على مهارات التواصل لدى طفلكِ، وقد تتسبب في تأخر اللغة والتأخر الدراسي لديه، ناهيكِ عن السلوك العدواني الذي يكتسبه الطفل من مشاهدته للصراعات والمعارك الموجودة في الأفلام الكرتونية الحديثة، لذا يجب أن تضعي حدودًا للوقت، الذي يقضيه طفلكِ أمام شاشة التلفزيون.

إذا كان طفلكِ بالفعل يشاهد أفلام الكرتون لساعات طويلة، فإليكِ بعض النصائح المجربة، التي تساعدكِ على الحد من ساعات جلوسه أمام شاشة التلفزيون.
لا تمنعيه بشكل مفاجئ
الطفل كائن ذكي وحر يرفض القيود والتحكم، فاحذري من إلزامه باتباع قاعدة بعينها دون إقناعه بالسبب وراء ذلك، ولا تمنعيه من مشاهدة الكرتون تمامًا بشكل مفاجئ، بل قللي ساعات المشاهدة تدريجيًا مع إدخال أنشطة أخرى ممتعة ومفيدة، حتى لا يشعر بالملل والفراغ ويبدأ في التذمر.
كوني مثالًا جيدًا

مثلما يقلد طفلكِ الشخصيات الكرتونية التي يشاهدها، فإنه يتأثر أيضًا بما يراكِ تفعلينه أمامه ويميل لتقليده، وإذا كان يراكِ تقرئين كتابًا، فسينجذب إلى الكتب ويحاول اكتشافها، والأمر كذلك بالنسبة للتلفزيون وأي أنشطة أخرى، لذا ابدئي بنفسكِ وقللي ساعات تشغيل التلفزيون في المنزل لجميع أفراد الأسرة، وليس لطفلكِ فقط.
شجعيه على اكتشاف موهبته
داخل كل طفل موهبة ومهارة متميزة خصه الله بها، فشجعي طفلكِ على اكتشاف موهبته وساعديه على تغذيتها وتطويرها، وابحثي عن أنشطة تعزز هذه الموهبة وتساعده على استثمارها بشكل إيجابي، مثلًا إذا كان طفلكِ يحب الرسم، فأحضري له أدوات الرسم والتلوين وشجعيه على تنمية موهبته والاهتمام بها، وإذا كان يحب ممارسة الأنشطة الحركية، فاشتركي له في نادٍ لتوظيف مهارته الجسمانية بشكل صحيح، واستبدلي أفلام الكرتون تدريجيًا بفيديوهات عن الموهبة الخاصة بطفلكِ، لمشاهدتها وممارسة ما بها على أرض الواقع.
حددي أوقات المشاهدة

حددي لطفلكِ فترة معينة للمشاهدة، ولا تفرضي عليه ساعة بعينها، بل دعيه يشعر أن له مطلق الحرية في اختيار الوقت المناسب له، مثل أن تعطيه نصف ساعة يوميًا، لكن من حقه أن يختار الوقت الذي يشاهد فيه أفلام الكرتون، أو تقسيمها لتكون ربع ساعة صباحًا وربع ساعة مساءً.
شاركيه وقتكِ
العبي مع طفلكِ وشاركيه نشاطه المفضل، فإن اهتمامكِ به من شأنه أن يُنسيه أفلام الكرتون والعالم الخيالي الموجود وراء الشاشة، خصصي جزءًا طويلًا من وقتكِ لطفلكِ فقط مهما كنتِ مشغولة، وفي نهاية اليوم ستكونين ممتنة لذلك الوقت الممتع الذي قضيتيه مع طفلكِ.
الحد من ساعات مشاهدة التلفزيون قد يبدو أمرًا مستحيلًا، فمن الصعب تغيير عادات يومية متأصلة في أذهان أبنائنا، وفي أذهاننا نحن أيضًا، لكن تأكدي أن الأمر يستحق العناء.