أنا رجلٌ أدافع عن المظلومين
ولا أملك سلاحاً سوى قلمي
ولستُ نبياً يأتي بالمعجزه
قد أُقتل في أي حين
لأنني ضد السلاطين
ولستُ مهتماً لموتي
لأنني بقلمي وصمتُ الجائرين
بوصمة العار الأزلي
وقتلتهم قبل أن يقتلوني
من يقوى على أن يمحو كلماتي
وقد غرستها في قلوب الآخرين
دمي ولحمي معجونٌ مع طين الفقراء
مع الشرفاء مع الكادحين
مع صباغي أحذية البشر
مع جلاس المقاهي الشعبيه
مع طفل يتيم
مع منظفي الشوارع
فمن يقوى على أن يمحوني من الذاكره
سيبقى ما كتبت رغماً على أنف الجائرين
وسيكون سيفاً قاطعاً
يتسلل على رقاب المادحين
ممن وقفوا على منصات السلاطين
ولا زالوا يبنون عروشهم
على دماء الشهداء
والجياع والمظلومين
أنا الأول في زماني
مادمت لم أنحنِ
وما دام ذراعي
يسطع كسطوع الشمس
لا تحجبه الغيوم الرماديه
أنا ابن الوطن
وطينتي ممزوجه به
أمي علمتني الشموخ
وأبي وعمي علماني
أن أرضي شرفي وعرضي
واسمي في هويتي أنا العراق
وتاريخ ميلادي
منذ آلاف السنين
ويكفيني أن هناك من أنبأني
أنني حينما أموت
سأبقى في ذاكرة الزمن
وأن هناك الكثيرين
ممن سيبكون من أجلي